لم تُوفق لجنة المسابقات باختيارها توقيت مُباريات كأس ولي العهد.. لتكون بين جولات دوري عبداللطيف جميل.. ومرد عدم التوفيق لكون غالبية الأندية ستكون مُهتمة بالدوري.. فهو الأهم لها.. وهو الذي تسعى من خلاله أن تُحقق أفضل النتائج.. كُلٌ على حسب إمكاناته وطموحاته..! وأعتقد أن لجنة المُسابقات.. أضرت بهذه البطولة الهامة.. والكأس الغالية.. بسبب تداخلها مع جولات الدوري.. ولقاءات دور ال32 مرت دون تغطية إعلامية تليق بالبطولة.. وشهدت أيضاً تغييب اللاعبين الأساسيين لأغلب الفرق.. حتى أن بعض الفرق سعت للخروج من البطولة.. كي تُريح لاعبيها للدوري..! رغبة بعض الفرق للخروج مُبكرا.. يؤكد أن هُناك «حاجة غلط».. والغلط يكمن في توقيت المُسابقة الخاطئ.. فغالبية الفرق لا تستطيع اللعب على عدة جبهات.. صحيح أن هُناك فرقا باستطاعتها أن تفعل ذلك.. ولكني أتحدث عن الغالبية.. وعليكم العودة لبطولاتنا في السنوات الماضية.. فآخر فريق استطاع الجمع بين بطولتين في موسم واحد هو الهلال وكان ذلك قبل ثلاث سنوات.. وهذا يعني بأنه حتى الفرق الكبيرة لن تكون قادرة على الجمع بين بطولتين.. إلا الهلال حينما يكون في كامل عافيته..! إننا بحاجة إلى تغيير موعد مُسابقة كأس ولي العهد.. نحتاج إلى قرار سريع وحاسم لتبديل الموعد.. وبرأيي أن أفضل موعد للبطولة هو قبل بداية الدوري.. وان لُعبت بين جولات الدوري.. يجب أن تتوقف مُباريات الدوري حتى تُلعب المُسابقة كاملة.. أما إن أصررنا على إقامتها وسط الدوري.. فإننا نُضعفها فنيا وجماهيريا وإعلاميا كما هو حادث الآن..! التفوق للأفضل..! لم تعد لقاءات التعاون بالرائد تخضع للعامل النفسي.. كما كانت في سنوات مضت.. فكلاهما برأيي تجاوزا ذلك من فترة.. وبالذات من جانب التعاون.. الذي خسر بعض مُبارياته أمام الجار بفعل العامل النفسي.. وسبق لي أن ذكرت ذلك في أكثر من مرة..! لقاءات الفريقين باتت مُباريات ( فنية ) الغلبة فيها ( للتكتيك ) ومن يملك النجوم الأفضل.. ولذلك فإن فريق التعاون (لم) يتأثر ممن حاول أن يؤثر عليه.. ولم يكترث بما ( حيك ) ضد هدافه افولو.. واللاعب لم يتأثر هو كذلك والدليل تسجيله لهدف وصنعه لآخر.. ولم يؤثر ذلك على معنويات لاعبيه وعلى روحهم.. ولم تؤثر تصاريح أصحاب الترزز ممن لازال يعتقد بأن الأساليب القديمة ستجلب لفريقه الفوز.. ولم يعد يعلم بأنها لا تنفع ولا تُفيد في الكرة الحديثة..! في لقاء الفريقين الأخير.. انتصر الفريق الأفضل ( فنيا ) والأفضل (تكتيكا ) كسب الجزائري ( روابح ) بتغييره مجرى المُباراة لصالح التعاون في الشوط الثاني.. وبالتغيير التكتيكي الذي بدل منهجية أداء فريقه.. ففي الشوط الأول نجح ( بن زكري ) بتأمين مناطقه الدفاعية.. وعجز التعاون عن التسجيل في الشوط الأول لايعني فشل ( روابح ) بقدر ماكان نجاحاً لمدرب الرائد في حفظ توازن فريقه.. لكن عندما حان وقت الحسم.. اختلف الأمر وغير مُدرب التعاون ( تكتيكه ) وتعامل لاعبوه وفق فلسفتهم الخاصة.. وقالوا كلمتهم.. وتوجوا مستواهم بفوز مُستحق..! نجاح روابح ليس فقط خلال التكتيك الذي وضعه قبل المُباراة.. بل من خلال مُجريات اللقاء.. وقُدرته على التعامل مع أحداثها.. وهذا الذي أخفق فيه بن زكري الرائد ونجح فيه روابح التعاون..! حتى في الوقت الذي أخطأ فيه روابح.. وأقصد بذلك عند خروج شادي أبوهشهش مُصابا وإشراك الخراشي.. سُرعان ما تدارك ماوقع به وعاد لإشراك ( العمدة ) مدالله العليان.. الذي بنزوله أعاد التوازن للتعاون.. وحفظ له قيمته وهيبته في الملعب..! الفوز التعاوني كان طبيعيا.. نتيجة للتفوق المُطلق طوال اللقاء.. والفوز التعاوني جاء كمُحصل طبيعي.. ونهاية مُتوقعة لمُباراة أجاد فيها.. وتعامل معها بشكل منطقي..وقدم لنا من خلالها كُرة الامتاع الحقيقية.. والمهارات الراقية.. والأداء الرجولي.. والروح العالية..! يستحق التعاون أن نُشيد بما قدمه في ديربي القصيم.. ويستحق التعاونيون أن نُهنئهم على نتيجتهم التي كانوا يستحقون أكثر منها.. عطفا على تفوقهم التام في المُباراة.. ويستحق التعاونيون أن نُهنئهم بفريقهم المُدهش الذي صنعوه.. بفكر وتخطيط سليم.. وبعمل يستحق الإشادة..!