شدد المدرب الجزائري لفريق التعاون الكروي الأول، توفيق روابح، على أن منح الفرصة للعناصر الشابة سيكون من أولوياته في الموسم الجديد، مؤكدا أن مرحلة الاستعداد واجهت بعض المصاعب لتأخر التعاقدات المحلية والأجنبية. وكشف روابح ل"الوطن" أن تغيير جلد الفريق بالاستغناء عن عدد كبير من عناصره السابقة يعود لأسباب في معظمها سلوكية أكثر منها فنية، مطالبا جماهيرالتعاون بمنحه الوقت الكافي للعمل ومواصلة دعم الفريق، وعدم تشكيل أي ضغوط على اللاعبين، واعدا إياهم بمشاهدة فريق آخر في الموسم الجديد. كيف ترى استعدادات فريقك للموسم المقبل؟ تجديد الفريق بنسبة 90٪ زاد من صعوبة الاستعداد والتحضير، رغم حاجتنا للوقت أكثر من الفرق الأخرى، ومفاوضات اللاعبين المحليين والأجانب تستغرق وقتا؛ لأن هناك ميزانية محددة للنادي لا يمكن تجاوزها، واضطررنا لبدء التدريبات بغيابهم، وسنسعى لتعويضهم لياقيا. التعاقد مع اللاعبين المحليين هل تم بناء على طلبك؟ بالتأكيد، فبعد نهاية الموسم المنصرم، عقدنا عدة اجتماعات مع صناع القرار في النادي، ووضعنا آلية عمل، وتحدثنا عن ملف اللاعبين المحليين الذين نرغب في التعاقد معهم، ولأن هناك عوامل ربما تعيق جلب أي منهم، من ضمنها الجوانب المادية، وضعنا أسماء بديلة.. لا بد أن يكون هناك توازن بين التعاقدات والميزانية المرصودة، والحمد لله تحقق جزء كبير مما خططنا له واتفقنا عليه. جلبتم البرازيلي ريتشي والأردني أبو هشهش وهما معروفان لدى الجماهير، ماذا عن الكاميروني إيفولو الذي طالبت بالتعاقد معه؟ إيفولو كان من ضمن ثلاثة أسماء كنا نسعى للتعاقد معها، وبعد متابعة دقيقة للاعب وأدائه حرصت على إحضاره؛ لأنه يمتلك إمكانات تناسب إلى حد كبير الطريقة التي سنلعب بها في الدوري، وبصراحة المفاوضات معه كانت طويلة وصعبة، وأثمن نجاح رجالات التعاون في حسم الصفقة، وأتمنى أن يوفق اللاعب مع بقية زملائه في تحقيق نتائج تسعد التعاونيين. وفيما يخص ريتشي وأبوهشهش، فكلاهما صاحب أداء مميز، ويملك معرفة تامة بالدوري السعودي لذلك سيكون انسجامهما سهلا. لماذا استغنى التعاون عن عدد كبير من لاعبيه؟ بصراحة هناك أسباب سلوكية وفنية، نحن نرغب في بناء فريق جديد قادر على تحقيق طموحات التعاونيين، وهذا الأمر أجبرنا على تغيير جلد الفريق بشكل شبه كامل.. أعترف أن هناك أسماء جيدة بين من استغنينا عنهم، لكن العطاء الذي يقدمونه لم يكن بالشكل المأمول، وربما تكون الضغوط سببا في ذلك، بيد أن هذا ليس عذرا لتردي النتائج إلى ذلك الحد، اللاعب يجب أن يكون جاهزا لكل الظروف ويخدم فريقه ولا يتذرع بأي أمور أخرى، أعرف أن الجوانب المادية مهمة للاعب لكن كل الأندية تعيش أزمات مماثلة. لماذا تردت نتائج التعاون في الموسم الماضي؟ هناك عدة أسباب، منها الحالة البدنية السيئة التي كان عليها اللاعبون، إضافة إلى الحالة النفسية جراء الهزائم المتكررة، وكما أجبتك مسبقا الفريق كان يمتلك عناصر جيدة لكنها لا تقدم المطلوب، وأيضا كان هناك لاعبون دون المأمول. تحظى بمساحة حب كبيرة لدى الجماهير التعاونية رغم أن الفريق لم يحقق أي انتصار في المباريات ال6 التي أشرفت عليه خلالها فنيا؟. هذا صحيح، وهو حب متبادل ويحملني مسؤولية كبيرة، فما وجدته من حفاوة وحب من الجماهير التعاونية نعمة من الله، ويجعلني أبذل ما في وسعي لإسعادهم، فقد حضرت في ثلاثة أشهر تقريبا، ووجدتهم يدعمون فريقهم بقوة ويقفون معه في أحلك الظروف.. الآن أطلب منهم مواصلة دعمهم الموسم المقبل وأعدهم بمشاهدة فريق مختلف. كيف ترى الدعم الشرفي في التعاون؟ كبير جدا وهنا أتحدث عن أعضاء اللجنة التنفيذية، فما أشاهده من حماس أمر يثير الإعجاب، ففي نهاية الموسم الماضي عقدنا عدة اجتماعات بعد موسم مخيب للآمال، توقعت بعده أن يتراجع دعم رجالات التعاون، وأن يصابو بالإحباط، إلا أنني وجدت رغبة وحماسا أكثر من السابق، وحرصا على صناعة فريق قوي، وما أتمناه أن نوفق بتحقيق نتائج تواكب هذا الدعم. يمتلك التعاون قاعدة صلبة من العناصر الشابة، هل سنشاهدهم مع الفريق الأول؟ بالتأكيد، لكن هذا سيتم تدريجيا، ومن المهم عدم الاستعجال على هؤلاء اللاعبين.. اللاعب الشاب يحتاج مزيدا من الوقت للاحتكاك والتوجيه واكتساب الخبرة لتساعده في الملعب ليقدم نفسه بشكل مميز. ماذا يعني النظام لتوفيق روابح؟ يعني لي الكثير، فأنا أطبقه على نفسي قبل اللاعبين، والتقيد بالنظام والتزام الجميع به أساس العمل الناجح، سواء داخل الملعب أو خارجه، فاذا نجحت بفرض النظام على فريقك خارج الملعب تأكد أن ذلك سينعكس على أدائهم داخل الميدان. ما حاجاتك المستقبلية بعد اكتمال عناصر الفريق؟ الوقت الكافي فقط؛ لأن نتائج العمل لا تظهر سريعا؛ ولأن الفريق جديد بنسبة كبيرة أتمنى أيضاً الدعم المعنوي من الجماهير والصبر على النتائج والابتعاد عن الضغوط قدر الإمكان، وفيما يتعلق بالاستعدادات، نسعى لإقامة معسكر آخر في شهر رمضان تكون فيه الأجواء مناسبة ويتم توفير مباريات ودية قوية تفيد الفريق. كيف شاهدت الدوري السعودي بعد أن أصبحت على اطلاع كامل على منافساته؟ المستوى بشكل عام انخفض في الدوري، وتغيرت فيه بعض المفاهيم بعد أن قلب الفتح الموازين، وأرى أن فرق الدوري السعودي على مستويين اثنين، فرق المقدمة التي تنافس على البطولة، وأخرى تنافس على دخول كأس الأبطال وتجنب الهبوط، لكن هناك تقارب في المستوى مما يجعل المجال مفتوحا لكل الاحتمالات.