أعلن جيش جنوب السودان أمس، أنه استعاد السيطرة على مدينة بور الاستراتيجية التي كان استولى عليها المتمردون بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار. وقال الناطق باسم الجيش فيليب أغوير أمام الصحافيين: «اليوم دخلت قوات الجيش بور» عاصمة ولاية جونقلي (شرق) التي تبعد حوالى مئتي كلم شمال العاصمة جوبا. وأضاف أن «قوات جيش جنوب السودان هزمت أكثر من 15 ألفاً من رجال رياك مشار وأحبطت خططه للسير نحو جوبا»، ودفعت المعارك للسيطرة على هذه المدينة عشرات الآلاف من سكانها إلى الفرار. في غضون ذلك، بقي الوضع غامضاً في مدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل (شمال شرق) أمس، حيث لا يزال الجيش يلقى صعوبات في التواصل مع قيادته فيها. وأعلن أغوير: «في ما يتعلق بملكال، الاتصالات لا تزال صعبة»، مشيراً إلى استمرار المعارك مع المتمردين للسيطرة على المدينة. وفي سياق متصل، أعلنت الأممالمتحدة أن عدداً من الجنود الأطفال يقاتلون في النزاع الجنوبي، مع تسجيل ارتكاب فظائع من قبل الجانبين. وصرح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش أول من أمس، في ختام زيارته لجنوب السودان، أن «المعلومات التي تصل إلينا تتحدث عن مجازر واسعة وإعدامات خارج إطار القضاء ودمار على نطاق واسع وعمليات نهب وتجنيد أطفال». كما أفاد عن تسجيل عمليات اغتصاب وخطف واعتقال تعسفي ودمار على نطاق واسع ونهب. وتابع: «من الناحية القانونية يعني ذلك أنه اضافةً إلى انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم المحتملة ضد الإنسانية، يمكننا التحدث أيضاً عن جرائم حرب». وقال إنه رأى جثثاً كانت مكبلة الأيدي قبل إطلاق النار عليها ملقاة في الشوارع في مدينة بانتيو الشمالية التي استُعيدت من المتمردين الأسبوع الماضي. وقال سيمونوفيتش إن التقارير الواردة إليه تفيد عن «استخدام عدد كبير من الجنود الأطفال» في الميليشيا المعروفة ب»الجيش الأبيض» في ولاية جونقلي الشرقية الذي يحارب إلى جانب جنود مشار. من جهة أخرى، أعلنت رئاسة جنوب السودان أمس، أنها واثقة بالتوصل إلى اتفاق لوقف النار مع المتمردين، في تفاؤل يتناقض مع تشاؤم الاتحاد الأفريقي المحبط لتباطؤ مفاوضات السلام بين الطرفين. وصرح الناطق باسم سلفاكير، اتيني ويك اتيني، بأن «كبير المفاوضين ما زال في جوبا وسيتوجه إلى أديس أبابا للتوقيع على إنهاء الأعمال العدائية»، مؤكداً أن «الحكومة ستوقع على وقف الأعمال العدائية غداً أو الإثنين». وكان أحد مفاوضي حركة التمرد في العاصمة الأثيوبية مابيور قرنق قال: «اطلعنا على مشروع اتفاق لوقف الأعمال العدائية، وقد نوقع عليه لكننا في انتظار أن يوافق عليه الطرف الآخر». في المقابل، أعرب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أرستوس مونتشا عن إحباطه لعدم تحقيق تقدم في أديس ابابا حتى الآن. وقال إن «شروط اتفاق وقف إطلاق النار تزداد بطئاً ولا يمكن القول إننا حققنا تقدماً»، داعياً الطرفين إلى تقديم تنازلات ومشككاً في التوصل قريباً إلى اتفاق.