تتزاحم الأجساد وتمتد الأيادي لسحب النساء والصغار وسط صوت الأغاني الصاخبة التي تمتزج بأصوات الأقدام العابرة من السطح الخشبي إلى الزورق النهري. هذه هي صورة شاطئ دجلة في المنطقة المحصورة بين جسر الشهداء ومدينة الطب في بغداد حيث تسير الرحلات النهرية كل يوم جمعة. باتت تلك الرحلات متنفساً أسبوعياً لأهالي بغداد الذين يجدون فيها فرصة لتمضية يوم نهري بعيداً من المنازل المغلقة وأخبار الفضائيات وزحمة الشوارع ومشكلاتها الأمنية. تبدأ الرحلات في وقت مبكر وغالباً ما تسير القوارب النهرية بعد تشغيل أشرطة الموسيقى الشعبية الصاخبة، فيما تنشغل العائلات بالتقاط الصور التذكارية على خلفية النهر وبعض معالم بغداد على جانبيه. وتضم منطقة الأعظمية في وسط بغداد مرسى زوارق وتسيّر رحلات عائلية يومي الخميس والجمعة على مسافة محددة من كورنيش الأعظمية الذي بات يضم واحدة من أكثر مدن الملاهي في العاصمة العراقية ازدحاماً، فهي تستقطب جموعاً كبيرة في نهاية الأسبوع ما يساعد في تسيير رحلات نهرية مساء الخميس وطوال يوم الجمعة من كل اسبوع. واللافت أن التحذيرات المستمرّة لم تمنع أصحاب الزوارق المتهالكة من ملء مراكبهم بالناس، على رغم ان غرق إحدى العبّارات قرب النادي اللبناني في شباط (فبراير) الماضي ووفاة عشرة اشخاص من 150 كانوا على متنها، لا يزال في الأذهان.