استبقت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد رسمياً اليوم بتظاهرات متفرقة في العاصمة والمحافظات، شهدت أعمال عنف ومصادمات مع قوات الشرطة سقط فيها ثلاثة قتلى على الأقل. وسقط قتيلان في منطقة الألف مسكن شرق القاهرة، وثالث في الفيوم (وسط مصر) وجُرح عشرات في اشتباكات عنيفة اندلعت بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الشرطة في أول يوم جمعة بعد اقتراع المصريين على الدستور، ما أظهر مُضي «الإخوان» في طريق المواجهة مع الحكم، خصوصاً بعد رفضهم نتائج الاستفتاء الذي فاقت نسبة المشاركة فيه 38 في المئة من الناخبين وتجاوزت نسبة الموافقة 95 في المئة. وخرجت مسيرات كثيرة ل «الإخوان» وحلفائهم من مساجد عدة في العاصمة وضواحيها والمحافظات تضمنت أعداداً صغيرة، وقطعت الطرق الرئيسة في القاهرة وعواصم المحافظات وأنهكت الشرطة في مواجهات متفرقة. وروى شهود أن أنصار «الإخوان» استخدموا أسلحة خرطوش في مواجهاتهم مع الشرطة في أكثر من موقع، خصوصاً في الإسكندريةوالسويس. وتظاهر مئات الطلاب المؤيدين ل «الإخوان» قرب جامعة القاهرة وأمام المدينة الجامعية احتجاجاً على مقتل زميل لهم في مواجهات اندلعت بين الشرطة والطلاب أول من أمس. وتحول محيط الجامعة إلى ساحة كر وفر بين الطلاب والشرطة التي قبضت على عشرات منهم، بعدما طاردتهم في الشوارع الجانبية. وتكرر المشهد أمام مدينة جامعة الأزهر في شرق القاهرة. ووقعت اشتباكات بين أنصار «الإخوان» والشرطة في أحياء الألف مسكن والزيتون والأميرية وجسر السويس شرق القاهرة، وحلوان جنوبالقاهرة، والهرم والمنيب في الجيزة. وشهد حي المهندسين اشتباكات عنيفة بين «الإخوان» والشرطة. كما وقعت اشتباكات عنيفة في حيي الدقي وإمبابة في الجيزة. وجرت اشتباكات في أحياء الساعة والمندرة شرق الإسكندرية وبرج العرب والعجمي غرب المدينة، وفي مدينة الفيوم وفي حي فيصل في السويس وفي أسيوط والمنيا وبني سويف في الصعيد، وأبو المطامير وحوش عيسى والشرقية في الدلتا. وتعقد اللجنة القضائية التي أشرفت على الاستفتاء مساء اليوم مؤتمراً صحافياً لإعلان النتائج النهائية للاقتراع وأعداد الحضور. ورأى الناطق باسم الرئاسة إيهاب بدوي أن معدلات المشاركة التي تجاوزت استفتاء العام 2012 تُمثل «رفضاً مدوياً للإرهاب، وإقراراً برغبة شعبية عارمة تعد بلورة لخريطة المستقبل، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار»، فيما اعتبر «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان» أن دعوته إلى مقاطعة الاستفتاء «نجحت نجاحاً تاريخياً». وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي رداً على سؤال عما إذا كان إجراء الاستفتاء كافياً للإفراج عن المساعدات المعلّقة لمصر، إن بلادها تتابع «عوامل عدة»، بينها النتائج الرسمية وتقارير المراقبين المحليين والدوليين عن سير الاقتراع. وأضافت أن «من المهم أيضاً أن تشيع الحكومة الانتقالية مناخاً إيجابياً للمجتمع المدني وأن تحمي حقوق الناشطين السياسيين وتتقبل أفكارهم في ما يخص مستقبل البلاد... لدينا قلق عميق إزاء المعلومات التي تحدثت عن اعتقالات سياسية وحبس ناشطين ومتظاهرين مسالمين وصحافيين في مصر». إلى ذلك، صوّت أعضاء نقابة المهندسين خلال جمعية عمومية غير عادية عقدت أمس لسحب الثقة من مجلس النقابة الذي تسيطر عليه جماعة «الإخوان» برئاسة ماجد خلوصي. وأيد القرار 56 في المئة من المشاركين رغم حشد الجماعة بكثافة. وأكد المشرف العام على النقابة وزير الري محمد عبدالمطلب أن «لا عودة إلى وضع الحراسة، وستعقد انتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر».