وصفت مجموعة المحامين الذين يتولون الدفاع عن المتهمين غيابياً باغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، الأدلة التي قدمها الادعاء العام ضد موكليهم بأنها "ضعيفة ويمكن دحضها". وكان الادعاء العام في المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري التي انطلقت أمس (الخميس) في لاهاي قدم أدلة ضد أربعة متهمين من "حزب الله"، تفيد بأنهم وراء عملية الاغتيال، وتركزت حول "داتا" الاتصالات للمتهمين الذين يحاكمون غيابياً، وفي وقت لاحق تم توجيه الاتهام إلى شخص خامس من "حزب الله". ورأى وكيل المتهم مصطفى بدر الدين، المحامي أنطوان قرقماز أن "لا جديد في مداخلة المدعي العام التي قدمها في بداية المحاكمة باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري"، مشيراً إلى أن "المدعي العام صرح شفهياً بالأشياء التي كان كتبها سابقاً". ولفت قرقماز في مؤتمر صحافي لمحامي الدفاع عن المتهمين بدر الدين وحسن عنيسي وسليم عياش نقل على الهواء مباشرة مساء اليوم (الجمعة) مع زملاء له في لاهاي ، إلى أنه "ليس لدينا أي شيء يدل على محتويات الأحاديث التي يقول المدعي العام أنها تمت بين المتهمين، ولا شيء حسياً يثبت ما يقوله المدعي العام". وأضاف: "لم نعرف بعد السبب وراء قتل رفيق الحريري". وقال قرقماز عن الدافع وراء اغتيال الحريري: "لسنا مسؤولين عن برهنة براءة المتهمين فعبء الإثبات يقع على المدعي العام، أما الدوافع فقد تكون إجرامية إرهابية أو بالنسبة إلى الفرضية السياسية ربما المتضررون من تقارب الحريري حزب الله ولسنا المسؤولين عن التحري عن ذلك، ولعل الجريمة إرهابية". وقال محام ثان عن المتهمين إن "الأدلة التي يقدمها المدعي العام هي نظرية، ولم نر أي جديد فيها، وليس هناك أي محكمة يمكنها أن تصدر إدانات بالاستناد إلى فرضيات". وقال ياسر حسن، وكيل عنيسي: "إذا كانت المسألة متعلقة بالاتصالات فألفت النظر إلى أن أدلة الاتصالات تستخدم للمرة الأولى في الوطن العربي، والمحكمة تطبق الأدلة الظرفية وهي غير الأدلة الفنية المتعارف عليها في الدول العربية، والأدلة الظرفية قابلة لإثبات العكس". وأضاف: "في ما يتعلق باغتيال الحريري نضعه في سياق تاريخي، فهو اغتيل عام 2005 ولكن ماذا حصل عام 2001؟ إذاً الغاية تغيير نظام، فمن يريد اغتيال شخص لا يستخدم كل هذه المتفجرات، من هو صاحب المصلحة في تغيير النظام في لبنان وهذا سؤال كبير". وكانت سيارة مفخخة انفجرت بموكب الحريري في 14 شباط (فيراير) عام 2005 أدت إلى مقتله و22 شخصاً آخرين.