رأى وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أمس الخميس ان مؤتمر جنيف-2 حول سورية المقرر الاسبوع المقبل والذي سيجمع النظام السوري والمعارضة للمرة الأولى منذ بدء النزاع الدامي في البلاد قبل حوالى 34 شهراً «لن يحل الأزمة السورية». وقال حيدر في منتدى عقد في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق: «لا تنتظروا من جنيف-2 شيئاً الآن، جنيف-2 لن يحل الازمة السورية، ولا جنيف-3 ولا جنيف-10». وأضاف: «لا تنتظروا من جنيف-2 شيئاً، والحل سوري - سوري»، متابعاً أن «الحل بدأ وهو يستمر بانتصار الدولة بمظهرها العسكري (...) وفي ثبات الدولة وصمود الدولة بكل مؤسساتها التي راهن الأعداء على تفككها». وأضاف: «بهذا الانتصار ذهب المجتمع المعتدي على سورية تحت عنوان المجتمع الدولي، الى التكيف مع الواقع السوري». وأوضح: «نحن قلنا إننا مع أي مبادرة أو استحقاق دولي لحل الازمة السورية، ولكن لغاية واحدة فقط هي تحميل المجتمع الدولي مسؤولية ما حصل في سورية». واعتبر الوزير السوري ان الوضع «بعد جنيف-2 ليس مثل قبل جنيف-2 (...)، على أساس أن الدولة السورية ستتحرر من عبء كبير عليها (...) وقد أثبتت بالبرهان القطعي والعملي للمجتمع الدولي وللعالم أن الأزمة ليست بسورية ولا بالقيادة ولا بالشعب السوري ولكن في الدول المعتدية على سورية». وقال حيدر: «اليوم يريدون ان يصادروا باستحقاق دولي قرار الشعب السوري (...) إرفعوا ايديكم عن سورية وسورية بألف خير. اوقفوا ايديكم عن سورية وأوقفوا التمويل والتسليح والتخريب... والسوريون قادرون على حل ازمتهم». وانتقد حيدر تمثيل الشعب السوري في المؤتمر. وتساءل: «اين المعارضة الحقيقية في جنيف-2، ومن قال إن من كُلّف بتمثيل المعارضة هي المعارضة الحقيقية؟... من هو مكلف لهذه اللحظة بتمثيل جزء من الشعب السوري هي حالة لا وطنية بالمطلق قبلت بالتدخل الاجنبي والتمويل الخارجي وقتل السوري بالسوري وقبلت بالعمالة وخالفت مفهوم الوطنية». ورأى أن جنيف-2 لن يخرج بنتيجة «لسببين: الارادة الدولية لم تنضج حتى هذه اللحظة، وثانياً لأن الشعب السوري لم يتمثل بشكل صحيح». ويلتئم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الجمعة في اسطنبول لاتخاذ قرار نهائي في شأن مشاركته في المؤتمر الدولي الذي يبدأ في 22 كانون الثاني (يناير) في مدينة مونترو السويسرية ويستأنف في جنيف بين الوفدين السوريين برعاية الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في 24 كانون الثاني (يناير). وهدد المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف، بالانسحاب منه في حال تقررت المشاركة في جنيف-2. من جهة ثانية، نبه حيدر إلى أن «المعركة ما زالت مستمرة وقوية وقد تكون في مراحل مقبلة أشرس مما كانت عليه في الاشهر الماضية».