«العرب بين التغيير والفوضى» كتاب جديد للوزير غازي العريضي (الدار العربية للعلوم - ناشرون) يضم مقالات من نوع «المنقطع المتصّل» في الشؤون العربية واللبنانية في مرحلة هي الأصعب، وربما تكون فاصلة أو انعطافة في سيرورة الزمن والدول والشعوب في ما يخصّ العلاقة بين الحاكم والمحكوم في عصر يُسمّى مجازاً «الربيع العربي» لم تتضح معالمه بعد. يقارب الوزير العريضي في مقالاته هذه قضايا عربية مصيرية وبعض شؤون الشعب العربي من خلال قراءته للأحداث السياسية الجارية في بلدان «الربيع العربي» من سورية إلى مصر وتونس وليبيا... وقد تطول هذه الأحداث وقد تأخذ في طريقها بلداناً أخرى. وفي هذا الصدد يقول المؤلّف: «هو واقع عربي مأزوم نعيش فيه حالات مختلفة ومتنوعة بين آمال التغيير وحالات الفوضى العامة المفتوحة في كل الساحات وعلى كل الاحتمالات. في مقابل متغيرات مهمة لمصلحة إسرائيل على حساب فلسطين، همها الأول وهدفها الأساس بينما قضيتنا المركزية الأولى تغيب عنا اليوم... إسرائيل هي المستفيد الأكبر مما يجري في منطقتنا. لقد سقطت كلّ الحدود. حدود العقل والمنطق أولاً في التعاطي مع الأحداث والتطورات...». وعلى رغم الأحداث التي جرت وتجري في أكثر من دولة عربية، يرى العريضي «أنّ ما زال أمامنا احتمال للخروج من هذه الأزمة، وإن احتجنا كثيراً من الصبر والتضحيات». لكنّ الإحتمال هذا لا يمكن أن يحدث من دون حوار عميق مع الذات يليه من ثمّ حوار عربي، وحوار عربي- إسلامي، وحوار إسلامي- إسلامي، وإسلامي- مسيحي، بهدف حماية المنطقة والتنوع فيها. ويرى العريضي أنّ الواقع العربي من دون هذا الحوار سيتأزم في شكل أكبر، وقد نكون أمام منطقة جديدة متغيرة تعمّها الفوضى سنوات طويلة. ويضيف: «نعم لحوار عربي - إيراني صريح يشمل كل القضايا. ونعم أخرى لعمل جدّي بين الغرب والشرق لنؤسس من خلاله شراكة حقيقية تضمن مستقبلنا البعيد». «العرب بين التغيير والفوضى» (279 صفحة) كتاب يحوي مقالات تُشكّل مواكبة حثيثة ونقدية لأحداث هذا العام ومحاولة لاستشراف المستقبل.