أظهرت دراسة جديدة أن برنامجاً يجمع بين اليوغا وأساليب التأمل ويعرف باسم (تقليل التوتر من خلال تنبيه الذهن) يمكنه فيما يبدو التخفيف من حدة الآلام وهشاشة العظام لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي. وقالت ماري جو كريتسزر وهي باحثة لم تشارك في الدراسة: "أعتقد أن هذه النتائج تتماشى كثيراً مع دراسات أخرى في شأن التنبيه الذهني والحالات المزمنة". وأضافت أن "نتائج الدراسة وإن كانت قليلة ومقتضبة فإنها مثيرة". وتابعت لنشرة "رويترز هيلث": "يمكنني القول إن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لفهم طريقة عمل هذه الآليات، لذا فهذه التجربة مشجعة للغاية لكنها ليست حاسمة". ويستمر برنامج (تقليل التوتر من خلال تنبيه الذهن) لمدة شهرين، وجرى تطويره قبل عقود في جامعة ماساتشوستس الأميركية لمساعدة المصابين بأمراض خطيرة على التكيف مع الألم مثل الحالات المتأخرة من السرطان ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). لكن تطبيق البرنامج توسع في السنوات القليلة الماضية ليشمل عدداً أكبر من الناس الذين ينشدون الراحة من الألم وتقليل التوتر. وكتب الباحثون الذين وضعوا الدراسة في دورية حول أمراض الروماتيزم "يركز تدريب اليقظة على الانتباه إلى الأفكار والمشاعر والتجارب الجسدية غير المرغوب فيها من دون إصدار الأحكام عليها وذلك من خلال التأمل، وقد يساعد في تحسن الأعراض النفسية والجسدية للمرض المزمن". والتهاب المفاصل الروماتويدي مرض مزمن ينتج عن هجوم جهاز المناعة على أنسجة المفاصل، بخاصة اليدين والقدمين ويسبب مشاكل أحياناً في أعضاء أخرى بالجسد مثل العينين والرئتين والأوعية الدموية. وقالت كريتسزر: "إن تنبيه الذهن طريقة للتروي والتركيز في اللحظة الحالية وهذا هو محور تدريب اليقظة التامة لذا، فخلال التدريب يركز المشاركون على التنفس والاسترخاء وبهذا يبدأون بسلاسة في ممارسة التأمل". وأردفت أن "الدراسة تظهر مدى أهمية الرعاية الذاتية والتحكم الذاتي". وقالت إن "هناك أشياء كثيرة يمكن الناس فعلها بأنفسهم، وإن القدرة على التعامل مع الأعراض المرضية تجعل الكثيرين يشعرون بالقوة".