يحب النصر إلى درجة أنه ضحى بدراسة «الهندسة الكيميائية»، في سبيل الانتقال إلى صفوف الفريق الأصفر، وخصوصاً أنه لم ير صورة لمستقبله خالية من «العالمي» الذي كان يهواه منذ نعومة أظفاره! خالد الغامدي ابن ال25 عاماً، بدا كأنه اختار الطريق الأكثر ملاءمة له، إذ يعد اليوم أحد أكثر لاعبي النصر تميزاً، فحماسته وقتاله الدائم، إضافة إلى ظهوره الهادئ مع أغلب الكرات المشتركة تبعده عن عداء حتى الخصوم، وتكسبه صورة الرياضي الحقيقي. ربما الغامدي لم يتخيل أن عشقه الكبير ل«فارس نجد» سيقوده ليصبح أحد أهم ركائز الفريق «الأصفر» الحالي، لكونه تألق إلى درجة البروز، وحجز المقعد الأساسي في خريطة الفريق الأول منذ أربعة مواسم، وفي كل مواجهة يثبت أنه لاعب موهوب وعنصر مؤثر في صفوف «الأصفر»، وفي كل لقاء حاسم يؤكد أنه عنصر من فئة النجوم الخمسة القادرين على قيادة فريقه إلى الانتصارات والمحافظة على الصدارة والمنافسة على بطولات هذا الموسم. هوس الغامدي بكرة القدم منذ نعومة الأظافر يؤكده شقيقه الأكبر إسماعيل الذي يقول: «كانت كرة القدم لا تفارق يديه منذ الطفولة، وعلى رغم ذلك كان أيضاً «متفوقاً» في دراسته، وخصوصاً في مادة الرياضيات التي كان يهواها من بين المواد الدراسية كافة»، ويضيف: «والدي رفض ممارسة خالد لكرة القدم إلا مع نهاية دراسته الجامعية، لأن الدراسة كانت لنا خطاً أحمر، لكنه بعد تلقي عرض النصر ضحى بدراسته الجامعية وأصر على الانتقال». فيما يؤكد إسماعيل أن مسار اللاعب النصراوي كان ليتغير لولا تدخل والده، إذ قال: «أول ناد فاوض الغامدي كان الهلال الذي تقدم إلى اللاعب بعرض قبل التحاقه بالقادسية، وتحديداً عندما كان يدرس في الصف الثاني الثانوي، من طريق لاعب الهلال السابق عبدالله الشريدة وعضو شرف هلالي حضرا إلى منزل الأسرة، لكن والدي رفض العرض بشدة بحجة صغر سنه آنذاك ورغبته في تفرغه للدراسة». وعلى رغم موهبة الغامدي إلا أن احترافه كرة القدم لم يأتي هيناً، إذ يروي إسماعيل بعضاً من تفاصيل بداياته في القادسية: «عانى خالد كثيراً حينما كان يلعب للقادسية، وعرّض نفسه ل«مخاطر» عدة، وخصوصاً أنه كان يقطع أكثر من 100 كيلومتر يومياً ذهاباً وإياباً لأداء التدريبات بنادي القادسية، اإذ كان يخرج من الكلية في الجبيل، ويذهب مباشرة إلى نادي القادسية في الخبر، ولا يعود إلى المنزل قبل ال10 مساء كل ليلة». وبدأ الظهير المميز خالد أحمد الغامدي، المولود في السابع من يونيو (حزيران) 1988، حياته في حي الجبيل الجنوبي بجوار نادي (التآلف) سابقاً و(الجبيل) حالياً، وكان ترتيبه بين أفراد أسرته الخامس، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة أسيد بن حضير الابتدائية في الجبيل، وبرز في شكل لافت منذ الصغر مع فريق الهيئة الملكية، إذ تدرج من فئة الناشئين حتى وصل إلى درجة الشباب، وظهر في مستوى لافت في مركز الظهير الأيمن. ونال الموهوب والمشجع المحب لنادي ريال مدريد الإسباني عام 2009 إعجاب المدير الفني للقادسية آنذاك البرتغالي ديمتروف بعد خوضه تجربته الأولى في نادي القادسية، ليبادر القادسيون إلى تسجيله في كشوف الفريق، المدير الفني للمنتخب السعودي حينها البرتغالي بيسيرو هو الآخر لم تغب عنه الموهبة الشابة على رغم مرور فترة بسيطة على مشاركته مع القادسية، ليقوم بضمه إلى صفوف «الأخضر» في كأس الخليج التي أقيمت في اليمن. وبعد أن سطع نجم الغامدي تقدمت إدارة القادسية بعرضها الاحترافي لتسجيل اللاعب الذي كان هاوياً حينها، لكن عرض الأولى لم ينل رضا الأخير، ما دفعه إلى المغادرة إلى سويسرا لأجل خوض تجربة احترافية في نادي أف سي ويل، قبل أن يتلقى عرض النصر ويقبل به على رغم ما شهدته مرحلة المفاوضات مع النصراويين من شد وجذب وعقبات عدة انتهت بالتوقيع معه، ليلتحق بالفريق الأصفر عام 2011.