«موجة»، «جوي»، «ناجي»، «جميل»، «شديد» «مشوّى» و «سيبسكيت» ليست رموزاً أو مصطلحات لاسلكية، بل أسماء سلاحف بحرية بعضها نادر استعادت عافيتها في دبي، ودخلت سباقاً أصبح حديث «المجتمع البيئي ورعاية الكائنات البحرية»، لا سيما أن مشروع الرعاية فريد من نوعه في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر. فقد نجح مشروع إعادة تأهيل السلاحف في «مدينة جميرا وبرج العرب» أخيراً، بإطلاق 7 سلاحف بحرية بينها 5 خضر مهددة بالإنقراض، تتمتع بصحة جيدة ما مكّنها من العودة إلى حياتها الطبيعية بعد خضوعها لعلاج في وحدة لتأهيل السلاحف المائية بالتعاون مع مكتب حماية الحياة الفطرية. كما وفّرت خدمات بيطرية أساسية لها من خلال «عيادة فالكون دبي» ومختبر بحوث الطب البيطري المركزي. ويشرك المعنيون الجمهور في خطوات العناية والتوعية من خلال سباق جميرا الكبير للسلاحف البحرية الذي يعتبر مبادرة ممتعة تطلع الجمهور على التحديات التي تهدد السلاحف عموماً، وتسمح له بالتعرّف الى هذه الحيوانات عبر جمع معلومات قيّمة عنها أثناء إطلاقها. كما زوّدت السلاحف المعافاة التي أنقذها أفراد من الجمهور من خلال التواصل مع فريق المشروع الذي اهتم بمعالجتها ورعايتها، أجهزة إرسال فضائية لتتبع مسارها بعدما تبنّت كلاً منها إحدى منشآت «مجموعة جميرا السياحية» لإضافة الصفة الرمزية إلى حماسة السباق. ومنحت الجهات الراعية أسماء مبتكرة للسلاحف المشاركة في السباق، وهي «موجة» و «جوي» لسلحفاتين من نوع منقار الصقر، و «ناجي» و «جميل» و «شديد» و «مشوّى» و «سيبسكيت» للسلاحف الخمس الخضر المهددة. كما يساعد جهاز التعقّب في إتمام هذا المشروع العلمي البحثي، وجمع معلومات ضرورية عن سلوك هذه الكائنات. ووفقاً للاتحاد الدولي للحفاظ على الحياة الفطرية، تشهد سلحفاة منقار الصقر انخفاضاً ملحوظاً في وجودها وصل إلى 87 في المئة خلال العقود الثلاثة الماضية، مع ما يقدّر بنحو 8 آلاف أنثى فقط تعشش لتتكاثر في العالم. وأوضح وارن بافيستوك، مدير العمليات المشرف على الأحواض المائية في فندق «برج العرب»، أن «أجهزة التتبع اللاسلكية تمكننا من متابعة السلاحف التي تقطع مسافة طويلة خلال رحلتها. فقد سبق لسلحفاة أن اجتازت 8600 كيلومتر خلال 9 شهور وصلت بها إلى سواحل تايلاند، وهذا دليل مذهل على نجاح مشروعنا في الحفاظ على حياتها. كما تساعدنا هذه الأجهزة على مقارنة البيئات، ودرجة الحرارة وأنماط الهجرة لكل الأنواع. وهي بالطبع معلومات أساسية لصوغ خطط الحفاظ على البيئة». ويمكن الجمهور تعقّب مسار السلاحف على شبكات التواصل الإجتماعي، والاطلاع على معلومات يحدّثها أسبوعياً فريق وحدة التأهيل في «برج العرب»، علماً أن السباق سينتهي في 14 آذار (مارس) المقبل، فيُعلن اسم السلحفاة الفائزة التي قطعت أكبر مسافة من نقطة البداية. وسيتوّج الفندق الداعم ب «كأس السلحفاة». يذكر أنه منذ بداية المشروع عام 2004 إعيد تأهيل 562 سلحفاة بحرية وإطلاقها، كما عولجت 350 أخرى من أمراض وإصابات عام 2011. وساهم الجمهور ومجموعات بيئية في إحضارها، واهتم فريق الأحواض المائية في «برج العرب» بعلاجها وإعادة تأهيلها.