في حادث هو الأول منذ نهاية الحرب الباردة، منعت روسيا صحافياً أميركياً مناهضاً للرئيس فلاديمير بوتين، من دخول أراضيها لخمس سنوات. وكان الصحافي ديفيد ساتر غطى التظاهرات المناهضة لموسكو في أوكرانيا، وهو يعمل في روسيا منذ عام 2003 لحساب إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي التي تموّلها واشنطن، كما أنه مراسل سابق لصحيفتي «وول ستريت جورنال» و«فايننشال تايمز» وأصدر ثلاثة كتب حول روسيا والاتحاد السوفياتي. وفي أحد كتبه، وعنوانه «الظلام فجراً»، حمّل ساتر جهاز الأمن الفيديرالي الذي خلف جهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) وكان يرأسه بوتين قبل ان يصبح رئيساً للوزراء ثم رئيساً، مسؤولية تفجير مبانٍ سكنية في روسيا عام 1999 أسفر عن اكثر من 300 قتيل. لكن الجهاز ينفي الاتهام، علماً أن السلطات الروسية حمّلت انفصاليي الشيشان مسؤولية الهجمات. وأعلنت الخارجية الروسية أن ساتر «واجه رفضاً لمنحه تأشيرة دخول مرات عدة، بسبب انتهاكاته الفاضحة لقانون الإقامة الروسي، وأقام فعلياً في شكل غير مشروع في روسيا من 22 الى 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013». وأضافت انه «ممنوع من دخول روسيا لخمس سنوات، من يوم إبعاده» في 4 كانون الأول (ديسمبر) 2013. لكن ساتر سخر من «التفسير السخيف» الذي قدمته الوزارة، معتبراً أنها «تدرك تماماً انها مجرد مسألة خداع بيروقراطية» لمنعه من العودة الى موسكو. وأضاف: «قالوا لي إن وجودي في روسيا غير مرغوب فيه في رأي قوات الأمن. أغراضي في موسكو حيث لدي شقة، لكن من دون اذن بدخول البلد لا يمكنني استعادتها. أودّ العودة الى موسكو للعمل، لكن هذا مستحيل من دون تأشيرة دخول». اما رئيس إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي كيفن كلوز فأشار الى ان السفارة الأميركية في موسكو تبلّغت من السلطات الروسية قرار طرد ساتر، لافتاً الى ان السفارة قدّمت احتجاجاً ديبلوماسياً رسمياً، وتطالب عبثاً السلطات الروسية بتوضيح أسباب قرارها. أوكرانيا في السياق ذاته، هددت السلطات الأوكرانية بوقف نشاطات الكنيسة الكاثوليكية التي يؤيد كهنتها المتظاهرين. ووجّهت وزارة الثقافة رسالة الى رئيس الكنيسة في أوكرانيا فياتوسلاف شفتشوك، متهمةً كهنتها ب «انتهاك القانون»، من خلال إقامة قداديس خارج الكنائس، في إشارة الى تنظيمها في ساحة الاستقلال وسط كييف حيث يعتصم المحتجون. ووَرَدَ في الرسالة ان «انتهاك القانون يمكن ان تنجم منه ملاحقات قضائية لوقف نشاطات المنظمات الدينية المعنية». وعلّق شفتشوك على الأمر قائلاً: «للمرة الأولى منذ استقلال أوكرانيا، وجّهوا إلينا تحذيراً، نحن المهددين بحرمان كنيستنا من وضعها القانوني». واستدرك: «كنا نعتقد بأن فترة اضطهاد الكهنة ولت».