أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن موسكو لن تسمح بتكرار سيناريو «الثورات الملونة» في البلاد، واتهم زعماء المعارضة الروسية بتلقي «أموال وأوامر» من الخارج لزعزعة الوضع في روسيا. واعترف بتأخر روسيا عن الغرب في مجال تقنية الصواريخ، لكنه أكد أن بلاده لن تتردد في استخدام السلاح النووي إذا تعرضت لخطر. وقال باتروشيف إن الخريف الماضي شهد محاولات لتفجير «ثورة ملونة» في روسيا وفق سيناريو «شبيه بما حدث في بلدان سوفياتية سابقة وعدد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». ووجه اتهامات مباشرة الى «بلدان أجنبية» حدد منها بالإسم الولاياتالمتحدة، بتقديم تمويل وخطط عمل لأطراف في المعارضة، قال إنها «استغلت نزول البعض إلى الشارع للتعبير عن احتجاجه في قضايا معينة من أجل التصعيد وإشعال الوضع ومحاولة زعزعة استقرار البلاد». وأوضح المسؤول الروسي أن السلطات الروسية «تصدت لانتهاك واسع للقوانين بلغ ذروته في أيار (مايو) الماضي، ونحن الآن نعرف من أصحاب السيناريو والمخرجين والممولين»، في إشارة إلى أوسع نشاط للمعارضة حمل إسم «مليونيات» وأعقب مباشرة تسلم الرئيس فلاديمير بوتين سلطاته. وكانت السلطات الروسية فتحت تحقيقاً بعد مرور وقت قصير على التحركات النشطة في الشارع، مع عدد من أبرز زعماء المعارضة واتهمتهم بتلقي دعم من رجال أعمال جورجيين لتنفيذ مخطط «انقلابي». ودافع باتروشيف عن التدابير التي اتخذتها السلطات الروسية وبينها سنّ عدد من القوانين التي ضيّقت الخناق على الصحافة ومنظمات المجتمع المدني وكذلك فرضت قيوداً مشددة على تنظيم التظاهرات. ووصفها بأنها «اجراءات فعالة وحاسمة كان لا بد منها لضمان استقرار الوضع في البلاد». وزاد أن بين التدابير المهمة التي لجأت إليها روسيا وقف نشاط منظمات تحصل على تمويل من الولاياتالمتحدة، في إشارة إلى عشرات من منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حقوقية كانت تعتمد على منح مالية تقدمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي بادرت موسكو في وقت لاحق إلى وقف نشاطها تماماً في روسيا وإغلاق مكاتبها. وشدد المسؤول الأمني الروسي على أن موسكو لن تتهاون في التعامل مع ملف محاولات زعزعة الوضع وتعهد ب «مواجهة حاسمة» لمن يحاول تفجير ثورات في روسيا، وقال: «الثورة الملونة لن تمر في بلادنا أبداً». على صعيد آخر، نبه باتروشييف إلى أن روسيا «تعيش في ظروف تنشأ فيها تهديدات متواصلة»، مشيراً إلى أن الأجهزة الروسية الخاصة تواجه نشاط المتطرفين والمنظمات الإرهابية ومحاولات الأجهزة الخاصة الغربية الدائمة لتطوير نشاطها في روسيا». لكنه اعتبر أن الوضع الأمني العام في روسيا «مستقر»، مشيراً إلى تقلص معدلات «الهجمات الإرهابية في منطقة شمال القوقاز بمعدل ثلاث مرات منذ العام 2009 وحتى الآن». صواريخ وتطرق إلى ملف التهديدات الخارجية معتبراً أن على رأسها مساعي واشنطن لنشر الدرع الصاروخية، وقال إنها تهدف إلى شل قدرة روسيا العسكرية، معتبراً أن نجاح واشنطن وحلفائها في هذه سيعني أن روسيا «ستكون مضطرة لتطوير أنظمة صاروخية حديثة قادرة على اختراق شبكات الدفاع الجوي للدرع». وزاد: «الولاياتالمتحدة وليس نحن من يدفع الأمور نحو سباق تسلح جديد بإصرارها على المضي بهذا المشروع». لكن باتروشيف اعترف في المقابل بأن روسيا «متأخرة في مجال الأنظمة الصاروخية الفائقة الدقة» التي وصفها بأنها «سلاح العصر»، وقال إن بلاده لم تول اهتماماً مبكراً لهذا الموضوع، و «نواجه الآن موقفاً بأننا تأخرنا كثيراً ونحاول تعويض النقص الكبير، آخذين في الاعتبار أن واشنطن وبلداناً أخرى كثيرة باتت تمتلك هذه التقنيات». في الوقت ذاته، شدد المسؤول على أن العقيدة العسكرية الروسية تنص على امكان استخدام السلاح النووي لصد هجمات فيها تهديد لأمن روسيا حتى لو كان الطرف المهاجم يستخدم أسلحة تقليدية فقط، وأوضح أن بلاده «لن تتردد في استخدام ترسانتها النووية إذا تعرضت لخطر»، وأنها بالنظر إلى تقويم العدو المفترض والموقف العام «قد تلجأ إلى توجيه ضربات استباقية بالسلاح النووي إذا دعت الحاجة». اوباما في الوقت ذاته، رجّح الكرملين ان يزور الرئيس الاميركي باراك اوباما روسيا في النصف الاول من عام 2013 على رغم «أزمة بسيطة» في العلاقات بسبب اجراءات اميركية لمعاقبة مواطنين روس متهمين بانتهاك حقوق الانسان. ولم يقدم يوري يوشاكوف مستشار السياسة الخارجية للرئيس فلاديمير بوتين تفاصيل أخرى. ووجّه بوتين الدعوة الى اوباما لزيارة روسيا بعد فوز الرئيس الاميركي بفترة رئاسية ثانية الشهر الماضي، لكن العلاقات بين خصمي الحرب الباردة السابقين ظلت غير مريحة. وغضب بوتين الذي فاز بالرئاسة الروسية للمرة الثالثة من قانون أقره الكونغرس الاميركي يسمى قانون «ماغنيتسكي» الذي يقضي بأن ترفض الولاياتالمتحدة اصدار تأشيرات دخول لمسؤولين روس وتجمّد أصولهم نظراً لاتهامهم بالتورط في موت المحامي سيرغي ماغنيتسكي محامي قضايا الكسب غير المشروع الذي توفي وهو في الحبس عام 2009. ووقع أوباما قانون ماغنيتسكي الاسبوع الماضي.