شارك رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال مساء أمس، سكان ولاية غرداية التي شهدت مواجهات عرقية عنيفة الأسبوع الماضي، الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، في خطوة رمزية، إثر قيادته ملف الوساطة لإنهاء حالة العنف في المدينة. وأدى سلال صلاة العشاء مع أهالي غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) بعد اتخاذ إجراءات اجتماعية أعادت الهدوء إلى المدينة لكنها لم تنه الأزمة بشكل كامل، إذ صدرت مواقف متباينة من العرب و «المبزابيين (أمازيغ). وتلقى أهالي غرداية خطوة سلال مقاسمتهم الجو الاحتفالي بمناسبة المولد النبوي الشريف بارتياح وتمنوا أن تكون مناسبة لإعلان الصلح اقتداءً بصفات الرسول الكريم. وأولت السلطات الجزائرية اهتماماً بالغاً لزيارة سلال. وتابع الإعلام الحكومي مراسم الزيارة كاملة ونقلها مباشرةً عبر الإذاعة الجزائرية بقنواتها الأولى وإذاعة القرآن الكريم بالاشتراك مع إذاعة غرداية. وتوعدت المديرية العامة للأمن الجزائري بإحالة أي ضابط أو عنصر أمن على الجهات القضائية يثبت تقصيره في التعاطي مع الأزمة التي هزت المدينة، وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها السلطات بوجود «تجاوزات معزولة». وفسر وزير الشؤون الدينية الجزائري أبو عبد الله غلام الله ما حدث في غرداية بأنه «تنابذ أنشأته فئة ضالة أرادت أن تستعمل هذا التنوع الثقافي في غير محله، ولكن «والحمد لله فإن الجزائريين يملكون بين أيديهم الحل والعقد». وشرعت مصالح مديرية التضامن في غرداية بتقديم الإعانات المادية من أغطية وأفرشة ومواد غذائية ل 76 عائلة متضررة من أحداث العنف التي شهدتها الولاية أخيراً. وأُطلق برنامج التكفل بالعائلات التي تأثرت بفعل أعمال الشغب والتخريب في حيي المجاهدين والقصر القديم في وسط المدينة.