اختتمت أمس في عمّان أعمال المؤتمر السنوي السابع ل «المنتدى العربي للبيئة والتنمية» (أفد)، والذي حمل عنوان «الأمن الغذائي، التحديات والتوقعات»، برعاية الملك عبدالله الثاني، وبمشاركة 750 مندوباً من 54 دولة، يمثلون 170 مؤسسة من القطاعين العام والخاص والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع العلمي والهيئات المدنية ووسائل الإعلام. وأعلن الأمين العام للمنتدى نجيب صعب مسودة توصيات المؤتمر، التي تضمنت الموافقة على ما توصل إليه تقرير «أفد» من أن الدول العربية قادرة على تقليص الفجوة الغذائية الكبيرة التي تصل إلى 50 في المئة، عبر الإدارة الحكيمة لقطاعي الزراعة والمياه، والتعاون الإقليمي استناداً إلى الميزات النسبية لكل دولة في الموارد الزراعية ورأس المال القابل للاستثمار. وأوصى المؤتمر بتطبيق الخيارات المتوافرة لتعزيز الأمن الغذائي وتحسين مستويات الاكتفاء الذاتي، ومنها زيادة إنتاجية المحاصيل والمياه، وتقليص خسائر ما بعد الحصاد بما في ذلك النقل والتخزين والتسويق، واستخدام مياه الصرف المعالجة في الري. وطلب تخصيص استثمارات إضافية للبحث العلمي الزراعي ولتطوير قطاعي الثروتين الحيوانية والسمكية في شكل مستدام، مع توجه إلى زيادة الإنتاج لتلبية الطلب المحلي وتعزيز إمكانات التصدير. وشدّد على ضرورة إطلاق حملة توعية لتغيير أنماط الاستهلاك، خصوصاً بالاعتماد على سلع ذات قيمة غذائية مماثلة ولكنها ذات استخدام أقل كثافة للمياه. وأكد على أهمية تطوير استراتيجيات تكيّف تواكب تغير المناخ، مع تبني ممارسات زراعية ومائية محسنة، والزراعة الحمائية، واختيار المحاصيل الأكثر ملاءمة للظروف المناخية المتوقعة. ودعا المؤتمر إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في أراضيه ومياهه واستثمارها بما يعزز أمنه الغذائي، مؤكداً على أهمية الاستقرار السياسي والأمني في الدول العربية من أجل الاستثمار في الزراعة وتبني سياسات إصلاحية لتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الأمن الغذائي. وعقدت في اليوم الثاني للمؤتمر جلسة حول انعكاسات الإمدادات وتقلب الأسعار على الأمن الغذائي العربي، أدارها المحرر المشارك في التقرير عبدالكريم صادق، كما تضمنت كلمة لنائب الأمين التنفيذي ل «إسكوا» نديم خوري عن سلاسل الإمدادات الغذائية، بينما تناول الخبير في معهد «بروكينغز» حافظ غانم مسألة تقلب الأسعار ونقص الإمدادات، كما شارك في النقاش المدير التنفيذي لمؤسسة «نيو فورسايت» الاستشارية لوكاس سيمونز، ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي في جامعة الخرطوم صلاح العوض. وخُصصت جلسة لخيارات الأمن الغذائي في دول مجلس التعاون الخليجي، أدارتها مديرة قسم التنمية المستدامة والإنتاج في «إسكوا» رلى مجدلاني، وشارك فيها مدير الدراسات لبحوث الطاقة والبيئة والموارد في «تشاتهام هاوس» روب بايلي، ومنسق كرسي الملك عبدالله للأمن الغذائي في جامعة الملك سعود في الرياض خالد الرويس. وقدمت «إسكوا» مسودة تقريرها عن آفاق تعزيز توافر القمح، في حين أدار المدير العام ل «الجمعية الملكية لحماية الطبيعة» خالد يحيى جلسة عن مبادرات المجتمع المدني في الأمن الغذائي، تمثلت في مشاريع المنظمة العربية لحماية الطبيعة في فلسطين، وجمعية الثروة الحرجية والتنمية في لبنان، والجمعية الكويتية لحماية البيئة، و «مبادرة الحمى» في الأردن. وأطلق «أفد» بالاشتراك مع شركة «أكواباور» دليلاً حول كفاءة المياه، من ضمن مبادرته للاقتصاد العربي الأخضر. واختتم المؤتمر بجلسة نقاش لمسودة التوصيات في شأن حل تحديات الأمن الغذائي في الدول العربية، شارك فيها وزراء وخبراء ورؤساء منظمات إقليمية ودولية.