افتُتِح أمس في مقر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الاجتماع التشاوري للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) حول الأمن الغذائي في الدول العربية، في إطار متابعة إعداد التقرير السنوي السابع للمنتدى. ويحضر الاجتماع، الذي يستمر على مدى يومين، 40 خبيراً بمن فيهم محررو التقرير ومؤلفو فصوله. وخُصِص الاجتماع للبحث في مسودات التقرير تمهيداً لإعداده بصيغته النهائية المزمع عرضها ومناقشتها في المؤتمر السنوي السابع للمنتدى الذي يعقد في العاصمة الأردنية عمّان في 26 و27 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ويأتي هذا التقرير حول تحديات الأمن الغذائي بعد ستة تقارير حول وضع البيئة العربية أصدرها المنتدى منذ 2008، بحثت في أثر تغير المناخ والإدارة المستدامة للمياه والطاقة والاقتصاد الأخضر والبصمة البيئية في البلدان العربية. وافتتح الاجتماع المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية عبدالوهاب البدر، ونوه بالعمل الجاد الذي يقوم به المنتدى لتوفير معلومات وتحليلات قائمة على أسس علمية تساهم في تحديد خيارات تكفل النمو الاقتصادي مع أخذ البعدين الاجتماعي والبيئي في الاعتبار. وشدد على أهمية موضوع الأمن الغذائي الذي يطرحه التقرير الجديد للمنتدى. وشكر الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب الصندوق الكويتي لاستضافته الاجتماع، موضحاً أن التعاون مع الصندوق الكويتي ليس وليد صدفة، بل هو نتيجة تقارب في الأهداف، إذ إن الصندوق يحرص على الحفاظ على البيئة في برامجه ومشاريعه التي يساهم في تمويلها كما يحرص على استدامة تلك المشاريع. وأوضح أن تقرير «أفد» حول الأمن الغذائي «يهدف إلى دراسة أفضل السبل لتعزيز قدرة الموارد الطبيعية المتوافرة في المنطقة العربية على مواجهة الطلب المتزايد على الغذاء، وفرص تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي، في ضوء انعكاسات النمو السكاني وتغير المناخ. وعرض عبدالكريم صادق، المحرر المشارك والخبير الاقتصادي في الصندوق الكويتي، مسودة الفصل المخصص لوضع الأمن الغذائي والموارد الزراعية في البلدان العربية، فقدم بيانات وتحليلات حول الإنتاج الزراعي المحلي وحجم المنتجات الغذائية المستوردة، وشرح توزيع موارد المياه والأراضي الزراعية في المنطقة. وخَلُص إلى مقترحات حول مواجهة المعوقات التي تفرضها محدودية المياه والأراضي الصالحة للزراعة، بما فيها التعاون الإقليمي في توزيع الزراعات وفق خصائصها، والاستغلال الأمثل للموارد الزراعية بما لا يتعارض مع تجديد طاقاتها واستدامتها. وكان موضوع الفصل الذي قدمه محمود الصلح، المحرر المشارك للتقرير المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، دور العلم والتكنولوجيا في تحسين الأمن المائي والغذائي. وعرض إبراهيم عبدالجليل، أستاذ كرسي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للعلوم البيئية في جامعة الخليج العربي بالبحرين، مسودة الفصل الذي أعده وزير الزراعة المصري أيمن أبو حديد، حول أثر تغيّر المناخ على الموارد الزراعية. وعرض كامل شديد، مساعد المدير العام ل «إيكاردا»، مع مجموعة من خبراء المركز، مسودة الفصل الذي أعده والذي يدور حول مساهمة صغار المزارعين في الأمن الغذائي، فأوضح أن صغار المزارعين في المنطقة العربية يعتمدون في غالب الأحيان على الأمطار لري محاصيلهم، وشدد على ضرورة دعمهم لتطوير أساليب أكثر جدوى لتحسين الإنتاجية ونوعية الإنتاج بما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي على مستويات أفضل. أما الفصل الذي أعده نديم خوري، نائب الأمين التنفيذي ل «إسكوا» فتناول تطوير سلاسل إنتاج الغذاء وتوزيعه في المنطقة العربية. ومن بين فصول التقرير، الفصل الذي أعده شادي حمادة، رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في كلية الزراعة في الجامعة الأميركية في بيروت، حول تربية القطعان الحيوانية وإنتاج اللحوم. وأوضح أن العالم العربي من أكبر مستوردي اللحوم والقطعان في العالم، بينما تملك المنطقة إمكانات كبيرة لتطوير هذا القطاع وتنمية الإنتاج المحلي. ومن المواضيع الأخرى التي يناقشها الاجتماع الخطة الخضراء في المغرب، وتحسين الاكتفاء الذاتي بالقمح في سورية، وتحسين إنتاجية الغذاء في البادية الأردنية.