يعيش نادي الوحدة من مكةالمكرمة أزمة خانقة تهدد مستقبله في دوري ركاء للمحترفين، بعد أن بات قاب قوسين أو دنى من فقدان فرصة الاستفادة من خدمات عدد من لاعبيه الذين تم التجديد لهم مؤخرا، نتيجة عدم قدرة الإدارة المؤقتة على سداد الالتزامات المالية المستحقة لبعض اللاعبين والتي قد تشكل عائقا من شأنه يمضي بالفريق إلى المجهول بعد سنوات طويلة من الأداء الثابت في المؤشر العام للفريق ومنافسته أكثر من مرة على الألقاب، حيث يمر بأزمة تخبطات إدارية وبتفكك شرفي وبديون خانقة لاتعكس القيمة الباهظة للنجوم الذي صدرهم للأندية الكبيرة والذين تجاوزت قيمة عقودهم الأخيرة مع أنديتهم سقف ال 100 مليون ريال. ودخل الفريق الأول تحديدا نفقا مظلما منذ خمسة أعوام هبط خلالها إلى دوري الدرجة الأولى مرتين، بعد أن ابتعد عن شبح الهبوط فترة طويلة واستقر فيها بين فرق الوسط والمقدمة، وكان من بين الأندية التي ساهمت في رفد المنتخبات الوطنية بعدد كبير من الأسماء بل وتصديرها للأندية الكبيرة حتى أصبحت علامة فارقة في الدوري السعودي للمحترفين، ساهم التفريط بها في تلاشي قوة فريق الأحلام الذي نافس على الدوري وكان قريبا من تحقيق الحلم المنتظر. وبحسب إحصائية بسيطة ومنذ موسم 2008 والنادي المكي يسير في مؤشر تنازلي ولاسيما بعد أن فرط في العديد من نجومه عاما بعد آخر، إذ انتقل المدافع أسامة هوساوي للهلال بمبلغ 11 مليون ريال منها 8 ملايين ريال للوحدة، ثم رحل هدافه السابق عيسى المحياني إلى نفس النادي بموجب المادة 18 من لائحة انتقال اللاعبين وبمبلغ تجاوز 14 مليون ريال كان نصيب النادي منها 10 ملايين ريال ونصف، ثم أعقبه رحيل اللاعبين كامل المر وكامل الموسى للنادي الأهلي ببيع عقديهما نهائيا، وحقق النادي عائدات من هاتين الصفقتين بقيمة تجاوزت 12 مليون ريال، ثم انتقل مختار فلاتة ومهند عسيري في صفقتين حققت عائدات تقارب 9 ملايين ريال. وكانت هذه الأسماء إضافة إلى النجم الدولي ناصر الشمراني من الأعمدة الرئيسية للمنتخب الأول في السنوات الماضية، فضلا عن أحمد الموسى في وقت سابق، وبلغت عائدات النادي من هذه الصفقات في السنوات الخمس الماضية ما يقارب 40 مليون ريال. ووفقا لحسابات سوق انتقالات اللاعبين الأخيرة فإن قيمة عقود اللاعبين السبعة التي اشترتها الأندية الأخرى وفقا للصفقات الأخيرة لكل لاعب يصل إلى 107 ملايين ريال، يتصدرها عقدا أسامة هوساوي وناصر الشمراني حيث تجاوزا 60 مليون ريال حيث وقع الأول للأهلي ب 35 مليون ريال والثاني للهلال ب 25 مليونا، فضلا عن بقية عقود اللاعبين الأخرين. ويعد الشمراني أبرز هداف للدوري السعودي بعدد مرات الفوز بعد ماجد عبدالله، فيما اختير أسامة هوساوي كأفضل مدافع في الكرة السعودية مرتين، بينما حقق المحياني لقب الهداف عندما كان في الوحدة ويعتبر من الهدافين التاريخيين للنادي. ويمثل قرار هبوط النادي بعد شبهة التلاعب بالنتائج منعطفا مهما في تاريخ النادي، إذ شهد انقساما شرفيا، لم تنجح الإدارة التوافقية المكلفة في لم الشتات ورأب الصدع في النادي الذي عانى غياب الوحدة عن شرفيه. وبالنظر إلى الأسماء المترشحة للرئاسة لا يبرز على المشهد أيا من الشخصيات البارزة ذات الثقل الاقتصادي التي يمكن لها حلحلة الأزمة والوصول بالفريق إلى بر الأمان، بعد أن توجست من ضبابية الموقف المالي وانقضاء فترات قيد اللاعبين وجملة من التحديات التي قد تجهض تطلعاتهم لإنعاش الفريق.