حملت نتائج انتخابات أعضاء مجلس إدارة «غرفة تجارة جدة» في نسختها ال21 العديد من المفارقات التي تحدث للمرة الأولى في الغرفة منذ تأسيسها قبل ما يربو على 60 عاماً. أولى تلك المفارقات هو اكتساح أبناء القبائل لنتائجها بحصولهم على أعلى نسب في التصويت والتي تقدر ب2807 أصوات من إجمالي عدد الناخبين والتي تزيد على 7 آلاف، فمتصدر قائمة التجار نصار السلمي حصل بمفرده على 846 صوتاً، وهي نسبة لم تسجل من قبل لأي مرشح لغرفة جدة منذ تأسيسها. والمفارقة الثانية في هذه الانتخابات هو خروج بيوت التجارة العريقة في جدة من هذه النسخة، ويأتي خروجهم لعدم ترشح الغالبية منهم للانتخابات، إضافة إلى عدم فوز البعض الآخر ممن خاض هذه التجربة. أما المفارقة الثالثة والأخيرة فهي خروج المرأة من هذه النسخة، على رغم وجودها خلال الدورتين الماضيتين (8 أعوام)، وهو عمر المرأة الحقيقي في مجلس إدارة الغرف التجارية السعودية. وعلى رغم وجود مفارقات في هذه الدورة الانتخابية لكن تعد الأكثر تسجيلاً لعدد المرشحين الذي بلغ 48 مرشحاً، وهو عدد كبير قياساً بسابقتها من الدورات الانتخابية، إضافة إلى ارتفاع معدلات الناخبين إلى النصف تقريباً عن آخر دورة انتخابية. ويقول الكاتب الاقتصادي جمال بنون إن ما حدث في انتخابات الغرفة التجارية هو شيء طبيعي يعكس ما يدور في المجتمع سواء على الصعيد الفكري أم الثقافي. وبحسب بنون فإن الدورة ال21 من انتخابات الغرفة سجلت نقلة نوعية في فكر رجال الاقتصاد والمال والأعمال في جدة، إذ سجل أبناء القبائل حضوراً لافتاً في هذه الدورة الانتخابية، ما يعكس طريقة تفكير المجتمع السعودي على حد سواء، إذ لديه ارتباط كبير ودعم ومساندة من القبيلة لأبنائها. واستدرك بالقول: «النتيجة لم تكن مستبعدة، لاسيما أن المتابع لانتخابات هذه الدورة لاحظ مدة الدعم والمساندة التي حظي بها الكثير من أبناء القبائل المرشحين حتى قبل إعلان النتائج، إذ تم الاحتفال بتقديم الفولكلور الشعبي لكل قبيلة أمام مرشحها». منوهاً في الوقت ذاته بأن من الصعب الحكم على أعضاء مجلس الإدارة وإن كان هناك استغراب من أعداد الأصوات التي حصل عليها البعض، وقال: «لا بد من أن ننتظر أعمال المجلس الجديد وما سيقدم من خدمات وتسهيلات لتجار جدة».