استرجع اللبنانيون منذ الأمس اغاني ريمي بندلي، كثفوا حضورها افتراضياً، بعد ظهورها في برنامج تلفزيوني ، متحدثة عن زمن "الطفولة" وغيابها عن الفن، مستذكرين معها بالصورة، صوتها وهي تغني بعمر مبكر في شريط فيديو مؤثر. ولم تخلُ تعليقاتهم على المقابلة مشاركة اغانيها او نقل كلماتها وحفلاتها المصورة في بلدان عربية التي كانت بندلي شاركت فيها منذ صغرها، بل عمد البعض الى نبش ذكريات متعلقة بطفولاتهم، فبندلي التي راجت اغانيها منذ بدئها الغناء بعمر الثالثة والنصف، تركت أثراً رقيقاً في الذاكرة الجماعية لبنانياً، خصوصاً ان اعمالها لاقت حضوراً كبيراً في مسارح المدارس ولدى جيل كامل نشأ على ترداد اغانيها، لا سيما ان بعضها نقل الى الشاشة مع انتشار شاشات التلفزة في البيوت. وعلى رغم ان صفحة بندلي الفايسبوكية تضم أكثر من 77 ألف معجب، وهو رقم يفوق أرقام سياسيين فاعلين في مدينة طرابلس (شمال لبنان) مسقط رأسها، الا ان بندلي بقيت في الظل. لا يعرفها الا قلة. ولا يتخيلون لها وجهاً سوى التي كانت عليه في طفولتها ممكسة "الميكرفون" بثقة على رغم ثقله في يديها. وطبعت تلك الصورة في ذاكرة الناس مع اغانيها، كما هي ابنة زمنها، فلا يتخيّل أحد ان ريمي الطفلة اصبحت كبيرة وتسكن خارج البلد، مثلها مثل فنانين كثر استغنى عنهم المشهد ليستبدل آخرين بهم. لم تعد "عطونا الطفولة" اليوم رائجة كما "بوس الواوا" لندرة التشبيه بين بندلي وهيفا وهبي فإن جيل مستخدمي "الفايسبوك" و"تويتر" يستهويهم، ولو على طريقة الاسترجاع، ان يقولوا انهم تربوا على "غسل وجك يا قمر" واغاني ريمي وليس وهبي، التي تبقى محط مقارنة وانتقاد بين الثمانينات والتسعينات وما تنتجه اليوم، كما يحبون ان يسترجعوا اغاني "الاحزان" في تلك الحقبة، التي طافت على وجه الاهتمام مع حسن الاسمر ومحمد منير ومحمد عجاج وهاني شاكر ونوال الزغبي وغيرهم. وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ظهور بندلي بإعجاب كبير، يفسر بالهروب الموقت من هموم السياسة والخضات الامنية والتفجيرات التي تعصف بالبلد، وليس آخرها تفجير حارة حريك، فلن يلبث هذا الاعجاب الا ان يتبعه عودة الى الواقع الرث في الحاضر اليومي، المثقل بهموم الكهرباء والماء والفساد الاداري وتشكيل الحكومة وصولاً الى الهم الامني والنزاعات الضيقة، فينتظرون "هبّة" جديدة ينشغلون بها، بلا "نق" او "دبرسة". مثل ما يحصل عادة. وعبّر البعض عن محبته "الكبيرة" لبندلي من خلال مشاركة مقاطع من "يوتيوب" لاغانيها، بدءاً من "عطونا الطفولة" التي سجلتها عام 1984، ومروراً بأغنيتها لأبيها و"طير وعلي يا حمام". بندلي هي مغنية اشتهرت في ثمانينات القرن العشرين بتأديتها طفلة صغيرة أغاني للاطفال. ولدت في 4 تموز(يوليو) عام 1979 بطرابلس في أسرة موسيقية، عرف عنها اهتمامها بالفن والتلحين في حين كان استديو العائلة في طرابلس لا يزال ينتج اعمالاً. أظهرت ريمي في سنّ مبكّرة موهبة فنيّة فريدة، وسجلت أولى أغانيها "إيماني أحلى إيمان" وهي في سن الثلاث سنين و نصف. بالإضافة إلى لبنان، قامت بالعديد من الحفلات في الأردن وسورية والكويت وقطر وفرنسا و كندا والولايات المتّحدة الأميركية، كما قامت بأداء بطولة الفيلم السينمائي "أماني تحت قوس قزح" سنة 1985. هاجرت مع عائلتها سنة 1989 إلى مونتريال في كندا وبقيت هناك لمدة سبع سنين، لكنها لم تنقطع عن الغناء حتى عام 1993. آخر عرض لها فعلياً كان في مسرح "البيكاديللي"، وكان تحت عنوان "عيد سعيد". تزوّجت عام 2008 وانتقلت للعيش في ستوكهولم في السويد.