دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس من تورطوا ب «الإرهاب» للعودة إلى «رشدهم»، وفتح صفحة جديدة معهم، وأشار إلى أن القتال لن يطول، وهزيمة «داعش لن تطول» وعودة التنظيم للسيطرة على الأنبار حلم إبليس في الجنة». وأكد أن الانتخابات البرلمانية لن تؤجل يوماً واحداً. في هذه الأثناء، أطلق رئيس «المجلس الأعلى» عمار الحكيم مبادرة في عنوان «أنبارنا الصامدة» تضمنت إقرار مشروع إعمار خاص بالمحافظة ب4 بليون دولار على أربع سنوات. وقال المالكي: «أدعو المتورطين أو المستغفلين في القاعدة إلى العودة لرشدهم وسنفتح صفحة جديدة معهم وسنحاورهم من أجل الوصول إلى حلول من شأنها توفير الطمأنينة للأهالي»، مؤكداً أن «الحكومة ترحب بهم». وأضاف أن «الحكومة لن تستخدم القوة في الفلوجة ما دامت العشائر تتعهد طرد المسلحين»، معرباً عن «شكره للدور الذي تقوم به العشائر التي وقفت إلى جانب الحق في مقاتلة الإرهاب في الأنبار». وأشار إلى أن «التأييد الدولي لهذه العمليات يعطينا الثقة بأننا نمشي في الطريق الصحيح»، مبيناً أن «المعركة ستستمر ولا بد من حشد كل الطاقات لها». وأعرب عن ثقته بأن «القتال وهزيمة الإرهاب والقاعدة لن يطول لأن القوات الأمنية عازمة على طردهم، وأما عودتهم للسيطرة على المناطق التي كانوا يتواجدون فيها فهو حلم إبليس الذي لن يتحقق». وتابع أن «الإرهاب المتمثل بتنظيم القاعدة ومنظمة داعش يريد أن يوقف العملية السياسية لأنه لا يؤمن بالديموقراطية ولا بالحريات ولا بالانتخابات، ولا يؤمن بشيء اسمه تداول السلطة، وأحد أهدافه تعطيل الانتخابات التي نحن على أبوابها». وأضاف: «أقول للجميع. لا نريد تأخير الانتخابات يوماً واحداً، ولا تأجيلها تحت أي عنوان»، مبيناً أن «الحكومة جاهزة لتأمين كل مستلزمات إجراء العملية الانتخابية، ولا يوجد أي خلل أو نقص ونريد أن تحصل هذه العملية لأنها محطة مهمة في عملية بناء العملية السياسية وإدامة الزخم السياسي». وتابع: «في هذه المناسبة وعلى قاعدة توحيد الموقف أتمنى أن يُعلن الذين، إلى الآن، لم يصدروا موقفاً مؤيداً ومسانداً، الانفتاح السياسي على بعض وأن يكون الحوار قائماً على أساس نية تحقيق هزيمة تنظيم القاعدة». إلى ذلك، أعلن الحكيم خلال كلمة ألقاها في المنتدى الثقافي أمس مبادرة «أنبارنا الصامدة» ومن بين ما تضمنت «رصد موازنة خاصة لدعم العشائر الأصلية التي تقاتل الإرهاب إضافة إلى موازنة لإعمار المحافظة تقدر بأربعة بلايين دولار. وتشكيل مجلس أعيان الأنبار». وتابع إن «المبادرة تتضمن أيضاً استكمال جهود الحكومة في تلبية مطالب أبناء الأنبار الأصلاء والمحافظات الأخرى في سياق الدستور والقانون». من جهته، أبدى ائتلاف «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي ترحبيه بكل المبادرات السياسية التي تهدف إلى إنهاء الأزمة في الأنبار، متوقعاً أن تعهد المالكي عدم اقتحام الفلوجة «لن يدوم طويلاً». وقال النائب عن الائتلاف مظهر الجنابي ل «الحياة»: «هناك مبادرات كثيرة لحل الأزمة ومنها مبادرة السيد عمار الحكيم وسبقتها مبادرة أياد علاوي ولكن الأمر يتطلب أيضاً أن يتم التنسيق مع الدول التي لها يد في الأحداث الجارية وفي مقدمها سورية وإيران»، مشيراً إلى أن «هاتين الدولتين لديهما مصلحة مشتركة في إدامة الصراع في الأنبار». وأضاف أن «تعهد رئيس الوزراء عدم اقتحام الفلوجة لن يدوم طويلاً لأن الجماعات الإرهابية لم تغادر المدينة، وإن ألقت السلاح بشكل موقت. وعلى الحكومة أن تدعم العشائر وتعيد ترتيب الصحوات من جديد بعد أن تغير القيادات الأمنية في الشرطة المحلية والتي يجب أن يكون لها الدور الأبرز في محاربة الإرهاب». ورجح الجنابي أن «يكون لقيادات كبيرة في الشرطة المحلية دور كبير في ادخل عناصر تنظيم داعش إلى محافظة الأنبار التي ما زال بعض مؤسساتها الحكومية مخترقة من هذا التنظيم». من جهة أخرى، طالب رئيس البرلمان أسامة النجيفي أمس، بتسهيل دخول النازحين في الأنبار إلى إقليم كردستان وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية إليهم. وجاء في بيان لمكتب النجيفي أمس إن «رئيس مجلس النواب بحث اليوم (أمس)، في اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أزمة الأنبار وتداعيات العمليات المسلحة ووضع اللاجئين من أهالي المحافظة». وأضاف البيان أن «النجيفي طالب بارزاني بتسهيل دخول اللاجئين إلى إقليم كردستان وتقديم المساعدات الإنسانية والمواد الطبية الضرورية. ودعا المؤسسات والمنظمات الحقوقية المعنية كافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي المحافظة المحاصرين». يذكر أن عشرات العائلات غادرت الفلوجة بسبب القتال الدائر ومحاصرة الجيش المسلحين داخل المدنية، وتوجه معظمها إلى محافظتي بغداد وكربلاء.