قرر مجلس الوزراء العراقي أمس مواصلة العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار «حتى تطهير أرض العراق من الإرهاب». وأكد المجلس في بيان صدر باتفاق جميع الوزراء على «دعم الجيش والأجهزة الأمنية والعشائر الغيورة في مواجهتها للجماعات الإرهابية وداعش (دولة الإسلام في العراق والشام) ومن لف لفهم، وتطهير أرض العراق من دنسهم». وعززت القوات العراقية أمس استعداداتها العسكرية قرب مدينة الفلوجة الواقعة تحت سيطرة مقاتلين موالين لتنظيم القاعدة، إلا أنها أكدت على أن مهاجمة هذه المدينة التي تعرضت لحربين أمريكيتين عام 2004 أمر غير ممكن «الآن». ووصف النائب عن محافظة الأنبار خالد عبدالله العلواني الحكومة بأنها: «لا تملك أي حل سياسي لجميع المشكلات التي تحصل بين الفترة والأخرى، وتعتمد دائما على الحل العسكري»، مطالبا الحكومة بسحب قوات الجيش من جميع مدن الأنبار وتسليمها للشرطة المحلية وأبناء العشائر. وحذر في بيان صحفي أمس، الحكومة من استخدام الجيش ضد مدينة الفلوجة، موضحاً أن «المدينة لا تتحمل كارثة إنسانية كالتي شهدتها ضد الاحتلال الأمريكي عام 2004». من جانبه بحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي مع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم والوفد المرافق له «سبل تطويق الأزمة في محافظة الأنبار والخروج بحل مناسب للأطراف كافة من خلال خلق بيئة ملائمة وزيادة اللحمة الوطنية» في وقت غاب فيه نواب كتلة العراقية عن جلسة البرلمان العراقي أمس. فيما طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان القوات المسلحة العراقية بحماية المدنيين العزّل في الأنبار، وطالبت الحكومة ومجلس النواب بتخصيص ميزانية عاجلة لإغاثتهم. وقال مكتب إعلام البرلمان العراقي في بيان صدر على هامش استقبال النجيفي، في مقر إقامته ببغداد، عمار الحكيم والوفدَ المرافق له، إن «النجيفي أكد خلال اللقاء على ضرورة بحث مخرج سياسي للأزمة الحالية»، مشيراً إلى أنه «أعرب عن تأييده الكامل محاربة القاعدة والتنظيمات المسلحة ولكن بطريقة صحيحة». من جانبه شدد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم في بيان «على أهمية تهدئة الأمور وذلك بتخفيف وطأة الحملات الإعلامية، والبدء بحوار فعال وجاد، ومواجهة أعداء الشعب وتنظيم القاعدة، داعيا النجيفي إلى «ضرورة عودة المستقيلين من أعضاء البرلمان». يأتي ذلك في سياق مبادرة سياسية اتفقت عليها كتلة المواطن بقيادة المجلس الإسلامي الأعلى مع كتلة التحالف الكردستاني، وكشفت مصادر برلمانية مطلعة ل «الشرق» أن قياديي المجلس الإسلامي ونواباً من التحالف الكردستاني يجتمعون يومياً لإيجاد حلول مرضية لجميع الأطراف. وتؤكد هذه المصادر أن كتلة «متحدون» ونواباً من الحزب الإسلامي المنضوي فيها تقدموا بثلاثة مسارات للحل، الأول سياسي يتمثل في عقد قمة تفاوضية بين نواب المحافظات المنتفضة وكتلة التحالف الوطني لاسيما دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي، والثاني عسكري يقوم على دعم العمليات الجارية في الأنبار ضد عناصر «داعش»، والثالث تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمناطق التي قُصفت وأصبحت مناطق منكوبة. وكان القيادي في التحالف الكردستاني محما خليل أشار إلى أن «التحالف الكردستاني يقود حاليا وساطة لعودة ائتلاف «متحدون» إلى جلسات البرلمان من أجل تمرير وحسم القوانين المهمة». وفي هذا الإطار، دان ائتلاف (متحدون للإصلاح) عمليات القاعدة وداعش، داعيا الجميع بخاصة أبناء الأنبار إلى محاربتهم وطردهم من أرضهم، وشدد على أن الجيش العراقي «مدعو للتمييز الحقيقي بين الإرهابيين وبين المواطنين المظلومين». من جانب آخر، أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعم بلاده العراق في محاربة «الإرهاب» وتجهيزه بالمعدات العسكرية، وثّمن التنسيق بين الأجهزة الأمنية العراقية والعشائر في محافظة الأنبار، كما أعرب البيت الأبيض عن تطلعه لإرسال 58 طائرة مسيّرة إلى العراق. وفي هذا الإطار، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستُسرّع مبيعاتها من العتاد العسكري وتُعجّل بتسليمها للعراق، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني في مؤتمر صحافي إن الولاياتالمتحدة تتطلع لتزويد العراق بشحنات إضافية من صواريخ هيل فاير بحلول الربيع المقبل على أقرب تقدير».