وضعت سيطرة مسلحي تنظيم «داعش» على الفلوجة الإدارة الأميركية في موقع حرج، وسط انتقاد نواب بارزين للسياسة التي أدت إلى تنامي نفوذ «القاعدة» في بلاد الشام، ومخاوف من انحسار النفوذ الأميركي. واتصل نائب مستشار الأمن القومي الأميركي توني بلينكن بمستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض ليؤكد «دعم واشنطن عمليات قوات الأمن، بالتنسيق مع العشائر في منطقة الأنبار». وجاء في بيان للبيت الأبيض أن بلينكن المكلف الملف العراقي اتصل بالفالح ليل الأحد-الاثنين و «أعرب عن دعمه العمليات المستمرة، بالتنسيق مع التجمعات المحلية والقبلية في محافظة الأنبار لمحاربة تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» (داعش). وأضاف أن فياض «أكد التزام الحكومة العراقية التعاون مع القادة المحليين في الأنبار وكل القيادات الوطنية لعزل داعش وتلبية حاجات الشعب العراقي في المناطق المتأثرة بالإرهاب». وشدد الجانبان على «الشراكة الأمنية بين الولاياتالمتحدةوالعراق والحاجة إلى تعاون أكبر بين العراق والدول المجاورة لمكافحة التهديد الإرهابي». وزاد أن المسؤولين الأميركيين على اتصال مستمر مع الحكومة العراقية. غير أن الموقف الرسمي للرئيس باراك أوباما تعرض لانتقادات شديدة من النائبين الجمهوريين جون ماكين وليندسي غراهام اللذين أصدرا بياناً جاء فيه: «أنه فيما يتحمل الكثير من العراقيين مسؤولية هذه الكارثة الاستراتيجية فإن إدارة أوباما لا يمكنها التهرب منها أيضاً. عندما سحب الرئيس القوات كلها من العراق في 2011 على رغم اعتراضات القيادات العسكرية، حذر الكثير منا من أن يملأ الفراغ أعداء الولاياتالمتحدة». وأضاف البيان: «للأسف هذا هو الواقع اليوم وعلى الإدارة أن تدرك حجم فشل سياساتها في المنطقة وتغير المسار. أميركا خسرت وقتاً وخيارات ونفوذاً وصدقية في السنوات الخمس الماضية ولا يمكننا البقاء بعيدين لوقت أطول». وتواجه الإدارة أزمة حقيقية من تنامي نفوذ «القاعدة» في سورية وتبنيها عمليات في لبنان وتوسعها في العراق. وكانت زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي واشنطن ركزت على التعاون السياسي والأمني لعزل «القاعدة» وفتح الباب لمشاركة السنة والأكراد في العملية السياسية قبل الانتخابات النيابية المقبلة.