أنهى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارته واشنطن أمس بلقاء مع الرئيس باراك أوباما تطرقا خلاله إلى تعميق التعاون بين البلدين و «استراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات المحيطة بالعراق»، من خلال الدعم الاستخباراتي والأمني، وخطوات أخرى لاستيعاب العشائر والقادة المحليين لعزل تنظيم «القاعدة». وسبقت اللقاء رسالة من الكونغرس إلى البيت الأبيض تنتقد رئيس الوزراء، كما رفض نواب مرموقون الاجتماع به، رابطين تعميق التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين بخطوات سياسية على الحكومة العراقية اتخاذها، ومنها الانفتاح على السنة والأكراد. ومعروف أن للكونغرس تأثيراً في أي زيادة في المساعدات من خلال تحكمه بالموازنة السنوية. وأنهى المالكي اجتماعاته بلقاء مع أوباما، بحضور نائبه جوزيف بايدن. ولمحت الخارجية الأميركية قبل الاجتماع إلى إمكان زيادة التعاون الاستخباراتي مع العراق لمواجهة «القاعدة» الذي يسعى إلى إيجاد ملاذ آمن له على الحدود السورية-العراقية. والتقى المالكي بايدن، الذي يشرف على الملف العراقي مرتين، وبحث معه في»الخطوات المستقبلية لبناء شراكة دائمة بين الولاياتالمتحدة وعراق موحد فيديرالي وديموقراطي»، على ما أفاد بيان للبيت الأبيض الذي أشار إلى أن رئيس الوزراء «أوضح جهوده في وضع استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات التي تواجه أمن العراق، والبناء على دروس تعلمتها بلاده في هذا الشأن». ولفت البيان الى أن المالكي «شدد على أهمية استيعاب القيادات المحلية وأبناء العراق (الصحوات) لعزل الشبكات الإرهابية». وتعهد بايدن «المزيد من التعاون الأميركي لمساعدة بغداد في تحقيق هذه الاستراتيجية». كما بحث الجانبان في الانتخابات المقبلة ورحب نائب الرئيس بالتزام المالكي جدولها الزمني. وكان المالكي التقى وزير الدفاع تشاك هاغل، وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع جورج ليتل، أن الاجتماع استمر ساعة وشارك فيه رئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي. وقال إن الجانبين تطرقا إلى التزام الولاياتالمتحدة دعم العراق أمنياً وعسكرياً (بناء على الاتفاق الإستراتيجي بينهما) من دون أن يشير إلى طلب بغداد الحصول على طائرات «أباتشي». وأضاف البيان أن «هاغل والمالكي بحثا في الوضع الأمني والسياسي في العراق، والتعاون الإقليمي، كما ناقشا السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية» (تنامي نفوذ القاعدة بسبب الأزمة السورية). وختم البيان بالإشارة إلى أن «المالكي شكر هاغل وديمبسي على «التضحيات التي قدمتها الولاياتالمتحدة في العراق منذ 2003 إلى الآن». وقد خلفت لقاءات المالكي انطباعاً في واشنطن بأن الجانب الأميركي ركز على ربط الشق الأمني بالسياسي ووقف التدهور الأمني في العراق. وينتظر الكونغرس خطوات فاعلة من الحكومة العراقية قبل زيادة المساعدات التي تتطلب موافقة النواب. إلى ذلك، نظم المؤيدون لمنظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة تظاهرة في واشنطن ضد المالكي، سار في مقدمها رئيس مجلس النواب الأميركي السابق نيوت غينغريتش.