بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس لقاءاته في واشنطن مع نائب الرئيس جوزيف بايدن ونواب في الكونغرس. وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الموضوع السوري شكل «جزءاً كبيراً» من النقاش، في حين قدم نواب مرموقون رسالة إلى الرئيس باراك أوباما يطالبونه بربط أي معدات عسكرية للعراق ب «الانفتاح على الأقليات الكردية والسنية وإتاحة الفرصة لها بمشاركة أوسع في الحكم». على صعيد آخر، أكد قائد عسكري أن أربعة آلاف انتحاري عربي فجروا أنفسهم في العراق، بينهم 1201 فلسطيني وأردني. واستقبل بايدن المالكي والوفد المرافق، بحضور وزير الدفاع تشاك هاغل. وأعرب مسؤول أميركي رفيع المستوى في إيجاز صحافي حضرته «الحياة»، عن «قلق مشترك وكبير (بين بغداد وواشنطن) من تنامي نفوذ القاعدة ومن العمليات الانتحارية المتزايدة التي تشنها الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام». وقال إن المحادثات تطرقت إلى «استراتيجية تتخطى الشق الأمني في التعامل مع العنف المتزايد. والوفد العراقي بدا منفتحاً كثيراً على طروحاتنا». ونوه المسؤول ب «العمل مع العشائر في منطقة الحدود السورية-العراقية». وطالب العراق الجانب الأميركي بالمساعدة الاستخباراتية لرصد تسلل مقاتلي «القاعدة» عبر الحدود، وأكدت واشنطن استعدادها للتعاون، مشيدة بإجراءات اتخذها المالكي، بينها تحسين العلاقة مع الكويت والأردن، ومع القيادة الكردية. ورداً على سؤال عن تسهيل بغداد مرور الطائرات الإيرانية التي تنقل أسلحة إلى النظام السوري، أكد المسؤول أنه تم طرح هذا الملف، وأن رقابة السلطات العراقية «خلال الشهور الستة الأخيرة كانت أفضل من السابق». وشدد على أهمية لقاء الوفد العراقي أعضاء الكونغرس، خصوصاً بعد رسالة نواب مرموقين إلى أوباما أمس تنتقد المالكي بشدة وتأخذ عليه «سوء إدارته السياسية، ما ساهم بتفاقم دورة العنف». وتحض أوباما على ربط «الدعم الأميركي للعراق بمدى استعداد المالكي لمشاركة الأقليات السنية والكردية في الحكم». وقع الرسالة نواب من الحزبين، بينهم رئيسا لجنتي «العلاقات الخارجية» و «الخدمات المسلحة» روبرت مانينديز وكارل ليفين، وجون ماكين وليندسي غراهام وربورت كروكر، وسيلتقي أوباما المالكي غداً. في بغداد، أكد قائد الفرقة المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة (المالكي)، اللواء فاضل برواري، أن أكثر من أربعة آلاف انتحاري من جنسيات عربية، فجروا أنفسهم في العراق. وأوضح اللواء في إحصاء على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، أن «الانتحاريين توزعت جنسياتهم وأعدادهم كالآتي: 1201 فلسطيني وأردني، و300 سعودي، و250 يمنياً، و200 سوري، و99 مصرياً و44 تونسياً، و40 ليبياً، ومن قطر والإمارات والبحرين 20 انتحارياً». وقال برواري، وهو كردي عاد أخيراً ليقود الفرقة: «هذه هي إنجازات إخوتنا العرب وما فعلوه من قتل النساء والأطفال والشيوخ في إبادة جماعية»، مشيرا إلى أن «ما خفي أعظم».