صدرت سلسلة مواقف وبيانات سياسية وتكثّفت الاتصالات المنددة بحادثة إحراق مكتبة «السائح» في طرابلس التي يملكها كاهن رعية طرابلس الأرثوذكسية الأب ابراهيم سروج في منطقة السراي العتيقة في طرابلس (شمال لبنان) ليل الجمعة الماضي، على خلفية مقال يسيء للدين الاسلامي لا علاقة لصاحب المكتبة به، وفق ما أكد قائد سرية طرابلس في قوى الأمن الداخلي العميد بسام الأيوبي أول من أمس. وفيما نظم المجتمع المدني اعتصاماً تضامنياً أمام مبنى المكتبة وعمد عدد من المتطوعين إلى تنظيف المكتبة من آثار الاعتداء، وإخراج ما تضرر فيها من كتب محترقة تمهيداً لإعادة تأهيلها وحفظها في مكان آمن، مطلقين حملة تبرعات لمصلحة عملية التأهيل، أعلن سروج في حديث تلفزيوني، أنه سيعاود اليوم العمل في مكتبته. وقال: «سأبنيها أفضل مما كانت مع الأصدقاء الذين زودوني بمكرمات وسنبنيها معاً بمعونة العلماء والمشايخ في طرابلس». وأشار إلى «أننا والمسلمين سواسية». وجدد رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة في تصريح إدانته لحادثة إحراق المكتبة، معتبراً أن «من قام بجريمة الإحراق مدسوس ومشبوه يعمل لخدمة أعداء لبنان وأعداء مدينة طرابلس». وطالب ب «القبض على المجرمين». واتصل السنيورة بالأب سروج، معرباً عن تضامنه معه، واتصل للغاية نفسها براعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعها للروم الارثوذكس المطران افرام كيرياكوس وراعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة وراعي ابرشية طرابلس وسائر الشمال للروم الكاثوليك إدوار ضاهر. واعتبر النائب محمد قباني في تصريح أن «إدانة إحراق المكتبة لا تكفي»، مشيراً إلى أنه «عمل أكثر من مشبوه، إنه إعلان واضح إلى أننا دخلنا في بدايات فعلية للفتنة الطائفية والمذهبية، التي وإن لم نعمل جادين على إيقافها، ستحرق لبنان، لا سمح الله، بما يتجاوز كل المراحل السابقة». وقال: «إننا مدعوون إلى التماسك الوطني والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الغرائز الطائفية في الخطاب السياسي وفي الإعلام وفي التواصل مع الناس»، محذراً من «التساهل مع أعمال مشبوهة كهذا». ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح الحادثة ب «العمل الهمجي الذي لا ينم عن أخلاق الاسلام، وهي محاولة إجرامية لجر المسيحيين إلى الفتنة مع المسلمين، وهو مؤشر خطير في توسيع دائرة النزاعات الطائفية والمذهبية». واعتبر النائب السابق مصباح الاحدب أمام زواره ان «إحراق المكتبة ليس الا محاولة دنيئة ضمن مسلسل مستمر منذ سنوات للقول ان طرابلس يحكمها التكفير والارهاب ومحاولة لضرب العيش المشترك». وأكدت جمعية «انماء طرابلس والميناء» في بيان أن «إحراق المكتبة جريمة بحق طرابلسولبنان، واعتداء على قيم هذه المدينة وتاريخها، وتزج طرابلس في آتون الفتنة»، معتبرة أن «المدينة خسرت بإحراق المكتبة كنزاً فكرياً وثقافياً وتربوياً يضم عشرات الآلاف من المراجع المختلفة النادرة». على صعيد آخر شهدت محاور القتال التقليدية بين باب التبانة وجبل محسن أعمال قنص متقطعة أدت إلى مقتل المواطن علي عبدالقادر سويد في باب التبانة. وكانت المدينة شهدت توتراً امنياً ليل أول من أمس وسجل سقوط عدد من القذائف الصاروخية في المنطقتين فضلاً عن رشقات نارية أدت الى سقوط 4 جرحى هم: ليلى رمضان، طالب دمر ديب، ماريانا الشيخ ومحمد ظافر.