لاقى التفجير الذي استهدف كنيسة السيدة للسريان الارثوذكس في المدينة الصناعية في زحلة فجر السبت الكثير من مواقف الادانة والاستنكار، وفيما لم ترشح اي معلومات جديدة حول التحقيقات، ذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يشرف على التحقيقات الاولية التي تجريها الشرطة العسكرية في حادثة التفجير. واستنكر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي التفجير، ودعا خلال اتصال اجراه براعي ابرشية زحلة للسريان الأرثوذكس بولس سفر «الجميع الى التعاون لما فيه خير وطننا والعيش الكريم لجميع ابنائه»، ورأى ان «الجريمة تهدف الى زعزعة الاستقرار والأمن في لبنان». واتصل البطريرك الماروني بشارة الراعي بالمطران سفر، مستنكراً حادثة تفجير الكنيسة، ومعرباً عن «تضامنه ووقوفه الى جانبه والى جانب أبناء الطائفة». كما اتصل به رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مستنكراً «الانفجار، خصوصاً أنه يقع بعد أسبوع على رفع الإجراءات الأمنية عنها وبعد بضعة أيام من اختطاف السياح الأستونيين السبعة في المنطقة». وأعرب جعجع وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، عن «تضامنه مع أبناء طائفة السريان الارثوذكس في زحلة، شاكراً الله على أنَّ الأضرار اقتصرت فقط على الماديات». واستنكر «تيار المستقبل» الاعتداء «الجبان والخطير على الكنيسة، لأن من قام به لا ينتمي الى القيم اللبنانية القائمة على التنوع والعيش المشترك». ورأى في بيان ان «هذا العمل التخريبي والارهابي لم يستهدف فئة بعينها او منطقة محددة، انما استهدف لبنان وعائلاته الروحية برمتها، وهدفه زعزعة الأمن والاستقرار في محاولة للعودة بالبلاد الى الوراء». وشدد على أن استهداف الأمن والاستقرار في أي منطقة من لبنان «مرفوض ومدان، ومن أي جهة أتى، ولا يمكن القبول بأي حال من الاحوال ان تتحكم العصابات والميليشيات بمصير لبنان واللبنانيين». ودعا التيار السلطات الأمنية المختصة والاجهزة القضائية إلى تكثيف إجراءاتها الأمنية لكشف من «يعبث بأمن البلاد والعباد، ولوضع حد للفلتان الأمني المقلق قبل استفحاله». واعتبر «حزب الله» التفجير «الإجرامي الذي استهدف الكنيسة عملاً مستنكراً ومداناً ومشبوهاً كونه يمثل اعتداءً على عقيدة المواطنين وعلى حرية العبادة المقدّسة في كل الأعراف والقوانين». ورأى في بيان أن «هذا العمل يصبّ في مصلحة من يريد دائماً إحداث الفتنة وصرف النظر عن القضايا الأساسية في البلد»، داعياً «السلطات المعنية إلى العمل لكشف المجرمين الذين ارتكبوا هذا الفعل الشنيع وإنزال العقاب المناسب بهم». وأعلن المجلس الاعلى للروم الكاثوليك استنكاره وإدانته «العمل التخريبي الذي استهدف الكنيسة». وأكد ثقته بالاجهزة القضائية والعسكرية في كشف «ملابسات هذا التعدي الجبان وفي معاقبة المرتكبين في اسرع وقت»، مشدداً على «ان وحدة اللبنانيين والتفافهم حول الدولة، هما الحصن المنيع في وجه التحديات العاصفة في هذه المرحلة الدقيقة». ودان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان عملية التفجير، معتبراً انها «عمل إجرامي بحق لبنان واللبنانيين واعتداء صارخ ليس على المسيحيين في لبنان فحسب، بل على المسلمين أيضاً». ودعا في بيان إلى «عدم التهاون والتراخي حيال هذه القضية الحساسة والخطيرة وعلى القوى والأجهزة الأمنية بذل قصارى جهودها لكشف الفاعلين والجهات التي تقف خلفهم، واتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة التي تكفل قطع الطريق في وجه كل من يحاول العبث بصيغة وأمن لبنان واستقراره». وأوضح النائب أنطوان أبو خاطر في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» أن «الحادث يحمل في طياته رسائل معينة، وأن ما حصل ناتج من الصراع على الساحة السياسية الداخلية وهو مرتبط بالوضع على الساحة الاقليمية». وكشف أن «لقاءات عقدت بين الفاعليات الزحلية مع القوى الأمنية وقد بدأ الكلام عن تقنيات جديدة لمتابعة ما يحصل على الأرض ولكن الأمور ما زالت قيد التحقيق حتى الآن ولا معلومات عن الفاعلين». ودان عضو كتلة «التنمية والتحرير» ياسين جابر، الاعتداء، معتبراً أنه «عمل إجرامي يستهدف في شكل اساسي الوحدة الوطنية كما يستهدف الأمن والاستقرار في البلد والعيش المشترك ومسيرة السلم الأهلي وليس الكنيسة فقط»، مطالباً الجيش والقضاء والقوى الأمنية اللبنانية الذين «لنا كامل الثقة بدورهم» بالاسراع في كشف المجرمين. ولفت عضو «تكتل التغيير والاصلاح» زياد اسود، إلى أن تفجير الكنيسة «محاولة ظرفية»، مؤكداً أن عدم التجاوب معها وعدم الانفعال مع حدوثها «يسقطها في ساعتها، وأن المسيحيين لن ينجروا الى الفتنة، فالمسيحي اخذ قراره بالعيش في المنطقة». واعتبر رئيس «الرابطة السريانية» حبيب افرام في حديث الى «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ان «هناك تهديداً مباشراً من «القاعدة» التي تشكل تنظيماً اصولياً تكفيرياً وجواً منتشراً في المنطقة يستهدف دور العبادة عند المسيحيين». وإذ اكد ان هناك «تقصيراً فاضحاً في مواجهة هذا الفكر الاصولي»، طالب افرام المسؤولين «بكشف ملابسات عملية خطف الأستونيين السبعة وعبوة الكنيسة في زحلة.