لا تكفي مفردة «معاناة» لوصف الوضع الذي تعيشه أسرة الأرملة سعيدة، إذ اجتمع على أفرادها الألم والحرمان والجوع، حتى بصيص الأمل الذي ينتظره البؤساء بات ميئوساً منه حالياً بعد وفاة رب الأسرة الذي قضى نحبه متأثراً بالسرطان، ومخلفاً وراءه زوجة وثمانية أبناء جلهم من البنات يسكنون في مبنى بالإيجار، وهم مهددون بالطرد لعدم وفائهم بمستحقات المؤجر. وما يؤرق سعيدة أن الأمور تسير نحو الأسوأ، فهي عاجزة عن سداد هذه الفواتير وتنتظر كل يوم فصل التيار الكهربائي، والأسوأ أنها لم تعد قادرة على توفير لقمة العيش لأبنائها، الذين اكتفوا بوجبة واحدة في اليوم. تقول: «كنت سعيدة قبل وفاة زوجي رحمه الله الذي كان دائماً يحاول إسعادنا على رغم أن راتبه التقاعدي 3600 ريال، وكانت تذهب 1200 ريال قسط للبنك وألف ريال إيجار منزل متهالك لا تتوفر فيه الأجهزة الكهربائية من تكييف وحتى غسالة لغسل ملابس أطفالي، أحلامي لا حدود لها». وتضيف: «كنت أمني النفس بتكوين أسرة سعيدة تقوم على التكاتف، وكانت آخر أمنياتي بيت صغير يحيط بأسرتي التي طالما حلمت به، وتقدم زوجي رحمه الله بطلب منزل في الإسكان الخيري وكانت هناك معاملة بهذا الشأن إلا أننا لا نعلم ما الذي جرى عليها بعد وفاته». وتتابع: «هناك ديون متراكمة لا يستطيعون تسديدها وضائقتهم المادية تهدد بنتين لها بعدم مواصلة الدراسة، إحداهن في الكلية والأخرى في ثانوية أهلية ومطالبة بمبلغ 9 آلاف ريال على رغم أن مستوياتهم الدراسية مرتفعة، إلا أن قلة المادة تجبرهن على عدم المواصلة»، مشيرة إلى أن هناك من يطالبونهم بمبلغ 38 ألف ريال وآخر ب18 ألف ريال وآخر علم بظروفهم المادية فسامحهم بمبلغ 13 ألف ريال. سعيدة وأيتامها الثمانية يعيشون حالياً في بيت متواضع مهترئ. وتسرد ظروفهم المعيشية والصعوبات التي يواجهونها: «لم نستطع تأمين حتى أبسط الضروريات من أكل وأجهزة كهربائية، نحن وأطفالي نقاسي الحر في الصيف ولسعات البعوض في الشتاء، ولا يوجد لدينا حتى جهاز تكييف، ولا أعلم كيف سنؤمن المبلغ. وتتمنى سعيدة من الميسورين وفاعلي الخير في بلد العطاء مساعدتها وأسرتها، والوقوف معهم في هذه الظروف العصيبة: «لا نريد سوى سداد الديون التي علينا وتأمين متطلبات أطفالي لإكمال دراستهم فهم أملي بعد الله في مواصلة دراستهم والتخرج».