لا تكفي مفردة «معاناة» لوصف الوضع الذي تعيشه أسرة أم هاني، فقد اجتمع على أفرادها الألم والحرمان والجوع، حتى بصيص الأمل الذي ينتظره البؤساء بات ميئوساً منه حالياً بعد سنوات من انتظار الفرج من إحدى البنات.رب الأسرة قضى نحبه متأثراً بالسرطان، ومخلفاً وراءه زوجة أرملة وسبعة أبناء جلهم من البنات يسكنون في مبنى بالإيجار، وهم مهددون بالطرد لعدم إيفائهم بمستحقات المؤجر. لم تتوقف معاناة الأرملة وأيتامها على الأمور المالية، فقد داهمت الإعاقة الطفل هاني (12 عاماً)، فهو يعاني من الشلل اثر سقوطه وهو في سن الثالثة، وما زال حتى الآن يتغذى على الحليب فقط، إضافة إلى أنه مصاب بالأنيميا المنجلية. وعلى رغم أن الأسرة تتمتع بدخل من الضمان الاجتماعي، كما أن هاني يتسلم إعانة مرضية، إلا أن كل ذلك يذهب في تكاليف علاجه في المستشفيات والمراكز الصحية، عطفاً على فواتير الكهرباء التي تراكمت حتى بلغت نحو خمسة آلاف ريال. وما يؤرق أم هاني أن الأمور تسير نحو الأسوأ، فهي عاجزة عن سداد هذه الفواتير وتنتظر كل يوم فصل التيار الكهربائي، والأسوأ أنها لم تعد قادرة على توفير لقمة العيش لأبنائها، الذين اكتفوا بوجبة واحدة في اليوم. إحدى بنات أم هاني مطلقة ولديها طفلة عمرها سنتان، كما أن هناك ابنتين تخرجتا منذ نحو تسعة أعوام من معهد إعداد المعلمات، إحداهما توفيت قبل ستة أعوام، وكانت تساعد والدها في طلبات المنزل في انتظار التعيين الذي طال أمله ولم يتحقق، لتبقى الأسرة على هذا الوضع المأسوي. وتشير أم هاني إلى أن أسباب الموت تحيط بالأسرة من كل مكان، موضحة أنها باتت تفكر جدياً في إيقاف مشوار أبنائها الدراسي، غير أن الأمل بفاعل الخير وتدخل ولاة الأمر قد تنهي سنين المعاناة التي طاولت أسرة بأكملها طوال عشرة أعوام.