خنق البكاء مفرداتها، وأعاق الحياء وضوح كلماتها. كانت آمنة فخافت، سعيدة فدهمتها الظروف من كل جانب، وشاركها الحزن كل مكان تحل فيه برفقة زوجها العاجز وأطفالها الصغار. حياة البؤس أجبرتها على سرد ظروف أسرتها الصغيرة، بعد أن رفضت ذلك مرات عدة. حاولت التعفف ولكنها استسلمت أخيراً بعد أن جرح العوز كبرياء زوجها وبات يهدد مستقبل صغارها. تقول أم آلاء: «تزوجت قبل سبعة أعوام، أذكر أنني كنت سعيدة، أحلامي لا حدود لها، وكنت أمني النفس بتكوين أسرة صغيرة سعيدة تقوم على التكاتف، وكانت آخر أمنياتي بيتاً صغيراً يحيط بأسرتي التي طالما حلمت بها». وتستدرك: «الحلم وئد في مهده، إذ كانت الظروف المادية لزوجي سيئة للغاية، إلى درجة أنها لم تمكنه من إكمال تعليمه»، لافتة إلى أنها ومنذ ذلك الحين عاشت حياة الحزن ولم تفرح حتى ببداية زواجها. وتضيف أم آلاء: «كان زوجي يذهب لاستئجار السيارات وإيصال الركاب، وبعد ذلك يسدد قيمة إيجار السيارة، وما تبقى يدخره ليؤمن قوتنا وأطفالنا (آلاء خمسة أعوام، وأوهام ثلاثة أعوام وحسن ستة أشهر)، حتى تعرض لحادثة مرورية كادت أن تودي بحياته، ولكن والحمد لله على منه وفضله، إذ أصيب بكسور في ضلوع القفص الصدري وبعض الكدمات، وأدخل إثر ذلك المستشفى». وتتابع: «لم يستطع زوجي إصلاح المركبة التي تعرضت للحادثة، وكان يحاول جاهداً إيجاد عمل بديل لإصلاح المركبة وإعادتها، إلا أنه لم يستطع تأمين تكاليفها التي وصلت إلى 32350 ريالاً»، مؤكدة: «حكم القاضي بأن يدفع زوجي المبلغ كاملاً، وبذلك انتهت القضية بين زوجي ووكيل صاحب المركبة، ولكن بدأت حلقة أخرى من مسلسل مآسينا». وتوضح الزوجة المحطمة أن زوجها حالياً بين خيارين، السداد أو السجن، «لو سجن زوجي فإن مصيرنا الشارع، فليس لنا بعد الله سواه»، لافتة إلى أن «الجهات الحكومية المختصة أوقفت جميع تعاملاتنا الرسمية، خصوصاً في الأحوال المدنية، ومن ضمنها رفض روضة أطفال تسجيل ابنتي آلاء، بحجة أن تعاملات رب الأسرة معلقة إلى حين سداد المبلغ المذكور أو إدخاله السجن بحسب ما نصّ عليه الصك الشرعي». أبو آلاء وأسرته يعيشون حالياً في بيت متواضع مهترئ من الصفيح. وتسرد أم آلاء ظروفهم المعيشية والصعوبات التي يواجهونها: «لم نستطع تأمين حتى أبسط الضروريات من أكل وأجهزة كهربائية، نحن وأطفالنا نقاسي الحر في الصيف ولسعات الباعوض في الشتاء، ولا يوجد لدينا حتى جهاز تكييف، ولا أعلم كيف سنؤمن المبلغ». وتتمنى أم آلاء من الميسورين وفاعلي الخير في بلد العطاء مساعدتها وأسرتها، والوقوف معهم في هذه الظروف العصيبة: «لا نريد سوى سداد المبلغ الذي حكم به القاضي، وإيجاد وظيفة لزوجي لنستغني عن مد يدنا إلى الآخرين».