كشف مدير فرع الزراعة في منطقة الباحة المهندس سعيد جارالله أنهم يواجهون «حرجاً» كبيراً في مكافحة أسراب «الجراد» الذي دهم المنطقة خلال الفترة الماضية، معللاً ذلك بالحفاظ على مواقع «النحل» والبيئة بشكل عام. وقال في حديث إلى «الحياة» إن هناك تنسيقاً مستمراً مع مركز أبحاث مكافحة الجراد في المنطقة الغربية، مشيراً إلى أنه معني بمكافحة الجراد على مستوى السعودية من خلال تجهيز الإمكانات، والمعدات، والمبيدات والإسهام في عملية الاستكشاف، والرصد. وأضاف أن لدى فرع وزارة الزراعة في المنطقة أكثر من خمس فرق للاستكشاف، والمكافحة في كل من محافظة المخواة، وقلوة، مشيراً إلى أنه تتم مكافحة الجراد والحشرات بشكل عام بنوع معين من مواد الرش. وعن المجهودات تجاه انتشار الجراد في المنطقة الآن، أوضح أن الجراد آفة حشرية لها سلوك جماعي عبارة عن «أسراب»، موضحاً أنه تتم مكافحته في المزارع، لاسيما وأن هجومه شرس جداً، وتكاثره أشرس. وفي ما يتعلق بتضرر «مربي النحل» من المبيدات التي تستخدم في مكافحة الجراد، أكد قائلاً: «النحل ضعيف جداً، ويتأثر ليس بالرش المباشر فقط بل بالرذاذ، والانتقال، وهنا مبدأ الصعوبة، والتعاون، وأهمية المزارع أو النحال، أو مربي الماشية». وتابع: «نحن بدأنا قبل فترة بالتحذير عبر وسائل الإعلام عن مواعيد الرش»، مشيراً إلى أنه في حال ترك الجراد سيهاجم الحالة الخضرية بالكامل، ولن يجد النحال ومربي الماشية مكاناً له. وزاد: «أتمنى من الجميع أن تكون النظرة شمولية، وأتمنى من الجميع متابعة هذا العدو، والإبلاغ عن مواقعه لتتم مكافحته»، مؤكداً أنهم يراعون صعوبة تنقل المناحل. وأشار إلى أنه يجب على النحالين مع بداية أي موسم شتوي، أو حالة خضرية أن يكون لديهم الوعي التام، وفي حال وجود «الجراد» أن يبادروا بالانتقال إلى المواقع الآمنة. وعن المشاريع المقبلة للزراعة في منطقة الباحة، قال جارالله: «المنطقة متنوعة في بيئتها، وفي تضاريسها، ويوجد فيها أكثر من مؤشر جغرافي للإنتاج الزراعي ابتداء من الرمان بشمال المنطقة، وانتهاء ب «المانجو» في جنوبها، إضافة إلى الموز البلدي الذي سيقام له مهرجان بعد أسبوعين في قرية ذي عين كناحية تراثية وثقافية وإرث زراعي للمنطقة، ويجب أن تحظى بالكثير من المشاريع التطويرية». وأضاف: «نحن نتطلع إلى خدمة المزارع من الناحية الزراعية في تقديم الخدمات المساندة للإنتاج الزراعي، وقد تكون هذه المشاريع خدمية تؤمن من خلالها المبيدات الحشرية اللازمة للحفاظ على الإنتاج الزراعي وبكفاءة عالية، إضافة إلى تأمين اللقاحات البيطرية، والتحصينات اللازمة للماشية الموجودة بشكل كبير جداً بالمنطقة». وتحدث مدير زراعة الباحة عن المشاريع المتعلقة بالغابات والمتنزهات، مشيراً إلى تنظيم ورشة عمل أمس الخميس، من وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة «الفاو» حول إدارة مساقط المياه وتقنيات حصاد مياه الأمطار في المناطق الجبلية. وتابع حديثه عن المشاريع بقوله: «يوجد مركز أبحاث للغابات بالمنطقة وهو مركز وطني يعنى بأبحاث الغابات والمراعي، ويوجد أكثر من 40 غابة»، معتبراً منطقة الباحة غابة ويتخللها المساكن. ولفت إلى أنه ونظراً لتدهور الوضع البيئي، والتغير المناخي، والأنشطة البشرية والسكانية بدأت تتقلص هذه الأعداد، مؤكداً وجود تعاون ضمن البرنامج الفني مع «الفاو» والذي يهدف إلى تأهيل المدرجات، وصيد مياه الأمطار، وعودة الحياة في بعض المناطق المتدهورة. وأوضح أن من ضمن المشاريع المستقبلية هو إعادة تأهيل الغابات والحفاظ ما تبقى من الغابات المتدهورة، ومتابعة تنميتها، وإنتاجها لتعود أفضل مما كانت عليه.