يتصدّر الممثل الفرنسي السّاخر ديودونيه مبالا، مبتكر إشارة اليد الشهيرة «كوينيل» المثيرة للجدل، المشهد حالياً في فرنسا وسط جدل واسع حول حدود حريّة التعبير التي تكفلها البلاد. إنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها الفنّان الفرنسي المعروف باسمه المسرحي ديودونيه جدلاً حوله، فقد دخل السّاحة السياسيّة من خلال أعماله في الأعوام الماضية. وبعدما كان أحد مكافحي العنصريّة وخاض الانتخابات المحلية ضد حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف، أصبح الآن يهاجم علنًا ما يسميه «محور القوى الصهيوني الأميركي» واختار السياسي اليميني جان ماري لوبن الأب الروحي لابنه. ويتمتع ديودونيه بشعبية كبيرة في فرنسا على الرغم من تجاهل الإعلام له في الآونة الأخيرة، ولكن بفضل شبكة الانترنت أصبح يتواصل باستمرار مع عشرات الآلاف من مؤيديه عبر موقعَي «تويتر» و «فايسبوك»، بالإضافة إلى نشر مقاطع مصوّرة على «يوتيوب» كل أسبوع أو اثنين. ومن بين أكثر الأشياء المثيرة للجدل التي قام بها إشارة «كوينيل»، التي انتشرت بسرعة كبيرة بين صفوف الجيل الجديد من الشباب ولاقت أصداء كبيرة في كل المجالات، حتى أن لاعب الكرة نيكولا أنيلكا استخدمها وأثار الجدل حوله. ليس من الصعب على أي شخص البحث عن الإشارة ومعرفة أصلها ولكن من الواضح أنها «معادية لليهود». فما الذي دفع ديودونيه إلى خوض هذه الرحلة، من ممثّل مثير للإعجاب إلى شخصيّة منبوذة إعلامياً، من بطل لدى اليسار التقليدي إلى صديق لمن ينكرون محرقة اليهود؟ يبدو أن التحول بدأ عام 2002، عندما ترشح لرئاسة فرنسا ولم يوفق لعدم وجود راعٍ لحملته الانتخابية. وبعد أشهر عدة، ظهر من خلال شاشة التلفزيون بشكل ينبئ بما سيحدث في وقت لاحق، إذ ارتدى ملابس حاخام يهودي وأدى التحية النازية صائحًا «هايل اسرائيل!». وفي 2004 ترأس قائمة «يورو-فلسطين» في الانتخابات الأوروبية، وفي 2006 زار المعرض السنوي للجبهة الوطنية بشكل مفاجئ، وبعد ذلك بسنة دعا الأكاديمي الفرنسي روبير فوريسون، الذي ينكر محرقة اليهود، إلى عرضه المسرحي في باريس. وينفي الفنان أنه معادٍ للسامية. وقال إن الهجوم على إسرائيل شأن آخر، وإن مناهضة الصهيونية موقف سياسي مبرر. وأضاف أنه ليس ضد اليهود عموماً، مما يجعله غير معادٍ للسامية. ولكن تعليقاته تتضمن عداءً عميقاً يكنّه لما يعتبره مزايا يحصل عليها اليهود في المجتمع. وكان ديودونيه في بداية أعماله السياسية مدافعاً عن حقوق الأفارقة كونه نصف أفريقي. ومع تطور أفكاره وعروضه، تعارض دفاعه عن آلام الأفارقة مع آلام اليهود.