قتل جندي وثلاثة مسلحين وأصيب ثلاثة مسلحين آخرين خلال اشتباكات وقعت امس في الرمادي غرب بغداد، على خلفية قيام القوات الأمنية العراقية بفض الاعتصام المناهض للسلطة في الانبار غرب العراق. وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة ان "جندياً قناصاً وثلاثة مسلحين قتلوا واصيب ثلاثة مسلحين اخرين بجروح خلال اشتباكات وقعت في منطقة الحميرة غرب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)". واكد الطبيب رياض ابراهيم في مستشفى الرمادي حصيلة الضحايا. وتأتي الاشتباكات اثر قيام قوات الامن العراقية الاثنين بفض اعتصام مناهض لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي رافقته اشتباكات دامية قتل خلالها عشرة مسلحين واصيب 30 بجروح في الرمادي، وفقا لمصادر طبية. واكد مراسل فرانس برس في الرمادي امس انتشار قوات الجيش العراقي في مناطق متفرقة في غرب المدينة وعلى اطرفها الغربية، حيث تقع اشتباكات متقطعة. كما فرضت قوات الامن حظرا للتجوال في الرمادي، وفقا للمراسل. ومازال المسلحون الذي ينتمون الى عشائر رافضة لفض الاعتصام، وبينهم ايضا بعض انصار النائب السني احمد العلواني الذي اعتقل السبت الماضي، يقطعون الطريق الرئيسي عند مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) المجاورة الذي يؤدي الى مدينة الرمادي. وفي هذه الأثناء دعا رئيس وزراء العراق نوري المالكي الجيش الى الانسحاب من المدن وتسليمها للشرطة، في اشارة الى مدينتي الرمادي والفلوجة في الانبار، وهو مطلب رئيسي للنواب الذي قدموا استقالاتهم احتجاجا على فض اعتصام المحافظة. وقال المالكي القائد العام للقوات المسلحة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "لتتفرغ القوات المسلحة لادامة زخم عملياتها في ملاحقة اوكار القاعدة في صحراء الانبار ولينصرف الجيش الى مهمته مسلماً ادارة المدن بيد الشرطة المحلية والاتحادية". وتشهد مدينتا الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) اشتباكات متقطعة منذ فض الاعتصام المناهض للسلطات على الطريق السريع قرب الرمادي والذي استمر لعام. وكان المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006، اعتبر قبل اسبوع ان ساحة الاعتصام السني تحولت الى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين فيها "فترة قليلة جدا" للانسحاب منها قبل ان تتحرك القوات المسلحة لانهائها. وقد اعلنت السلطات العراقية بعيد فض الاعتصام الذي اتهم القيمون عليه المالكي باتباع سياسة تهميش ضد السنة، ان عناصر من تنظيم القاعدة فروا نحو مدينتي الرمادي والفلوجة، في اشارة الى ان بعض من يقاتلون الجيش ينتمون الى هذا التنظيم. وفيما يخشى مراقبون من ان تزيد عملية فض الاعتصام من التدهور الامني في البلاد، اعلن 44 نائباً الاثنين تقديم استقالاتهم احتجاجا على احداث الانبار، داعين الى سحب الجيش من المدن، في اشارة الى الرمادي والفلوجة، والى اطلاق سراح العلواني. كما دعا المالكي "السياسيين الى اتخاذ مواقف حكيمة غير منفعلة بالاحداث والابتعاد عن اي موقف يمكن ان يصنف لصالح القاعدة والارهاب، وإلغاء فكرة الانسحابات من الحكومة والبرلمان التي اتعبت الدولة وحرمت المواطن من كثير مما كان ينبغي تحقيقه".