«سحابة الصوت» أو «soundcloud» تأخذ صوتكَ ولا تدري على أي آذان ستنزل. هو موقع ويب لكل الأصوات، يمكن لأي شخص من خلاله إنشاء الأصوات ومشاركتها مع العالم. يتيحها الموقع بصيغة «mp3» ما يسهل معه تسجيلها وتحميلها ومشاركتها مع الأصدقاء ومواقع الويب المختلفة. أُنشئ الموقع عام 2007 مع ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، ويشهد اليوم 250 مليون زائر شهرياً، وأكثر من 40 مليون مسجل يشاركون العالم أصواتهم، إضافة إلى الموسيقى. وتتنوع اهتمامات المشاركين في الموقع إلى حد حوّله إلى أشبه ما يكون بإذاعات متعددة تتيح للمستمعين أي شيء يخطر ببالهم، ما جعله يستقطب جمهور الإذاعة. إلا أنه لن يلغيها طبعاً، على ما يؤكده الباحث في الشبكات الاجتماعية مروان المريسي: «لا أظن أن وسيلة إعلامية من شأنها إلغاء الأخرى، ولكن لا شك في أن ساوندكلاود سحبت وستسحب الكثير من جمهور الإذاعات، لاسيما أن الشبكة توفر الكثير من الخدمات المميزة كالحصول على المحتوى فور الطلب بسرعة ويسر». ويتفق المتخصص في الإعلام الرقمي الدكتور عمار بكار مع المريسي على أهمية «المحتوى بحسب الطلب»، لكنه يختلف معه في شأن استقطاب جمهور الإذاعة، إذ يرى بكار أن المادة المسموعة «مقيدة، فطبيعة استخدام الناس للإذاعة مرتبط في أذهانهم بالسيارة». لذلك يقوّم بكار نجاح تجربة الساوندكلاود بتقدير «جيد جداً»، مبررًا ذلك ب«أن المحتوى الصوتي يأتي من طريق مواقع التواصل الأخرى خلال ترويج الأصدقاء والناس للمحتوى، لكن الموقع لم يستطع أن يحفزّ المستمعين لجذبهم إليه للبحث فيه عن المحتوى». ويلخص وجهة نظره بالقول: «إن لم يأتني لن أذهب إليه»، معتبراً أن «طريق الوصول إلى النجاح بالنسبة للساوندكلاود وعر جداً وسيأخذ وقتاً طويلاً، إذ يُغني عنه «يوتيوب» خصوصاً بعد أن أصبح بالإمكان تشغيل مقاطع «يوتيوب» في الخلفية، وهو ما يميّز أيضاً الساوندكلاود». ومقابل تشاؤم بكار، يتفاءل المريسي جداً بمستقبل «الساوندكلاود»، متوقعاً أن يتوسع أكثر وأن يكون «في صدارة مواقع مشاركة الملفات الصوتية ما لم يأتِ موقع يسحب البساط من تحت قدميه»، واصفاً إياه ب«يوتيوب الصوتيات»، وخصوصاً أنه يرى آفاقه رحبة. ويقول: «متفائل جداً بإمكان الاستثمار فيه من المستخدم العادي، فبإمكان أي مستخدم لديه محتوى مميز إنشاء حساب وتزويد جمهوره ب«برودكاست» دوري يمكن تسويقه لاحقاً». وينصح الشباب الذين لا يحبون الظهور أو نفوذ الكاميرا بأن «يتحولوا إلى هذا العالم المميز لإنتاج برامج إذاعية شخصية مميزة».