تفاوتت مواقف الصحف الإيرانية أمس، في شأن نتائج مفاوضات فيينا بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، بين إفراط في الفرح والأمل، وقلق وتكهنات. وعنونت صحيفة «كيهان» المتشددة أن «نتيجة المفاوضات خلال سنة مع الدول الست أثبتت أن المختار لا يمكن الاعتماد عليه والعقوبات مُدِّدت»، في إشارة إلى مقولة الرئيس حسن روحاني خلال حملته الانتخابية، بضرورة الحوار مع الولاياتالمتحدة التي تمسك بالقرار نيابة عن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). واعتبرت أن «المفاوضات المضنية والشاقة لم تحقق شيئاً في اتفاق مبهم، سوى تمديد العقوبات وتجميد النشاطات النووية». صحيفة «جوان» القريبة من «الحرس الثوري» أشارت إلى استمرار العقوبات المفروضة على إيران، حتى الصيف المقبل، لافتة إلى أن «الديبلوماسية النووية (دخلت) غرفة إنعاش 7 اشهر». أما صحيفة «وطن إمروز» المتشددة فعنونت صفحتها الأولى «لا شيء»، وتركت مساحة بيضاء. ورأت أن تمديد المفاوضات هدفه إخراجها من طريق مسدود ومنح جانبَيها فرصة جديدة لإبرام اتفاق، داعية الحكومة إلى «مصارحة الشعب» حول نيات واشنطن، إذ اعتبرت أن الأميركيين ليسوا أهل ثقة، كما أن «قرارهم ليس موحداً»، في إشارة إلى تباين ديموقراطي – جمهوري في الولاياتالمتحدة إزاء مقاربة الملف النووي الإيراني. في المقابل، رأت صحيفة «شرق» الإصلاحية «تمديداً للأمل»، فيما عنونت زميلتها صحيفة «شهروند» عن الديبلوماسية التي «لم تفشل ولم تنتهِ». أما صحيفتا «ابتكار» و «إيران» اللتان انتقدتا سابقاً الوفد الإيراني المفاوض مع الغرب، فأشادتا بالوفد الذي يقوده وزير الخارجية محمد جواد ظريف. واعتبرت «إيران» التي تديرها الحكومة أن الديبلوماسية الفاعلة نجحت خلال 16 شهراً، تحديداً خلال الأيام السبعة الأخيرة، في «إبقاء شعلة المفاوضات مضيئة»، مشيرة إلى أن المفاوضين الإيرانيين «نجحوا في فصل العقوبات الظالمة عن المعركة النووية، وحوّلوا العلاقات الإيرانية - الغربية من أجواء حرب إلى أجواء سلام». أما «ابتكار» فذكّرت بأن 8 من السنوات ال12 للتفاوض مع الغرب في الملف النووي، كانت في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي أحدث «كل هذا العناء» في المحادثات. وشنّت هجوماً لاذعاً على «شخصيات عبّدت الطريق أمام المتطرفين من الغربيين والعرب والإسرائيليين، للاصطياد في الماء العكر».