أفادت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية أمس، بأن المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، تحرز تقدّماً ضئيلاً، إذ تقاوم طهران جهوداً تقودها واشنطن لتقليص نشاطاتها التي قد تتيح لها صنع أسلحة ذرية. ونقلت عن ديبلوماسيَّين أن المفاوضات التي بدأت الأربعاء الماضي، لم تنجح بعد في تسوية خلافات في شأن قيود تقبل بها إيران، في مقابل رفع كامل للعقوبات. وأضافت الوكالة أن مسألة تخصيب اليورانيوم ما زالت العقبة الأكبر في المحادثات، مذكّرة بأن طهران كانت طالبت منذ وقت طويل بتشغيل 50 ألف جهاز للطرد المركزي المستخدمة في التخصيب. وقال الديبلوماسيان إن المحادثات لم تؤدِ إلى تغيير رسمي في هذا الموقف، فيما تريد الولاياتالمتحدة ألا تملك إيران أكثر من جزء ضئيل من هذا العدد. وتؤيد بريطانياوفرنسا وألمانيا موقف الولاياتالمتحدة، فيما تميل روسيا والصين إلى الموافقة على أي صفقة تقبلها طهرانوواشنطن. وأشار الديبلوماسيان إلى خلافات في شأن كيفية تقليل أخطار الانتشار النووي، من مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل والذي سيتيح بعد اكتمال تشييده إنتاج كمية مهمة من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة ذرية. كما تقاوم إيران ضغوطاً لتحويل منشأة فردو المحصنة للتخصيب قرب مدينة قم، إلى استخدامات أخرى. وثمة خلافات أيضاً في شأن المدة الزمنية لأي اتفاق يقيّد النشاطات النووية الإيرانية. وأجرى وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأوروبية كاثرين آشتون «اجتماعاً تشاورياً» في فيينا أمس، لصوغ اتفاق نهائي يطوي الملف النووي. ونسبت قناة «العالم» الإيرانية إلى مايكل مان، الناطق باسم آشتون، قوله: «نجري محادثات ثنائية ومتعددة مع الجانب الإيراني، لمناقشة مسائل محددة وتقويم كل المواقف وتقليص الخلافات. هذا أسلوب يعتمد على التفاوض الثنائي، ويُعتبر افضل وسيلة لدفع المفاوضات إلى أمام». ووصف المحادثات بين عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، ونظيرته الأوروبية هيلغا شميد، بأنها «بنّاءة وإيجابية على رغم صعوبات»، مشدداً على أن «المفاوضات مستمرة حتى التوصل إلى اتفاق، بصرف النظر عن الوقت الذي تستغرقه». في غضون ذلك، صعّد الأصوليون حملتهم على الوفد الإيراني المفاوض في فيينا مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إذ اتهموه بتقديم تنازلات، ووصفوه بأنه «رجعي»، مذكّرين بقبول طهران تجميد تخصيب اليورانيوم وتوقيعها البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يتيح تفتيشاً مفاجئاً للمنشآت الذرية، خلال مفاوضات قادها الرئيس حسن روحاني مع الترويكا الأوروبية (فرنساوبريطانيا وألمانيا) عام 2005. وكتب موقع «جهان نيوز» الأصولي أن الوفد الإيراني «يموّه الحقائق، وراء تنازلاته للقوى الكبرى»، معتبراً أن الوفد تجاوز الخطوط الحمر التي حدّدها النظام، مقترحاً «تنازلات مشابهة لتلك عام 2005». ووصف الوفد بأنه «رجعي»، ونصحه بالاتعاظ من مفاوضات عام 2005 مع الترويكا الأوروبية. وأشارت صحيفة «وطن إمروز» إلى تصريحات لمسؤولين أميركيين عن وجوب امتلاك طهران «قدرات رمزية لتخصيب اليورانيوم»، مبررة الأمر بأن المفاوضين الإيرانيين «لا يجرؤون على الإشادة بحقوق بلادهم على الساحة الدولية». أما صحيفة «جوان إمروز» فرأت أن على الوفد المفاوض أن يكون «مسؤولاً إزاء الأمة الإيرانية ويكشف عن أسرار المفاوضات مع حكومات أجنبية في فيينا».