أكدت منظمة مدنية في أربيل أمس، تحرير نحو 225 امرأة اختطفهن تنظيم «داعش»، فيما أعلنت الحكومة الكردية تشكيل لجنة لإحصاء عدد المختطفات وتوثيق ما تعرضن له. وطغت الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم «داعش» ضد الأيزيديات إثر سيطرته على قضاء سنجار مطلع آب (أغسطس) الماضي، على فعاليات شهدتها مدن إقليم كردستان في مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. وقال مدير منظمة «سيفو» للتنمية والتطوير دلير سنجاري ل «الحياة»، إن «المنظمة تفتقر إلى إحصاء دقيق لأعداد النساء المختطفات، وأطلقنا منذ مدة برنامجاً لتوثيق الأعداد عبر دعوة أسر المختطفات إلى تسجيل أسمائهن، وتم تسجيل أكثر من 3 آلاف مختطفة، والأرقام في تزايد مستمر، بواقع 50 إلى 100 يومياً، وقد يتجاوز عدد الأسماء المسجلة مع نهاية الأسبوع المقبل 4 آلاف»، مشيراً إلى أن المنظمة «تمكنت من تحرير 223 امرأة، ومن المقرر تحرير المزيد خلال الأيام المقبلة». وأشار سنجاري إلى أن «عملية التحرير تتم عبر التعاون مع شخصيات متنفذة في عشائر الموصل وعبر العلاقات الشخصية، من خلال عرض أشخاصٍ مشروعَ زواج وهمياً أثناء قيام تنظيم داعش بعرضهن للبيع، ومن ثم يتم إرسالهن عبر أشخاص إلى المكان المطلوب، وليس هناك أي تعامل مباشر مع التنظيم أو دفع فدية أو ما شابه، كما أن هناك حالات لتهريبهن وفق عمليات محددة، بعدما يتم اتصال مباشر مع المختطفات لخلق فرصة للهرب، خصوصاً من اللواتي اشتراهن بعض الأشخاص سبايا أو جاريات، بعدما يتم تأمين طريقة الهرب»، مشيراً إلى أن «هناك المئات من الأطفال المختطفين مع أمهاتهم، فضلاً عن الرجال، وبدأنا عملية جرد أعدادهم، وسنعلنها عند اكتمال العملية». وأشار إلى أن «المحررات يعانين مشاكل نفسية وأمراضاً، وحالتهن يرثى لها، وهناك من تم بيعهن مرات، وأقرباء بعضهن مختطفون لدى داعش»، مشيراً إلى أن «إعادة تأهيلهن تطلَّب جهات ذات اختصاص، لكن للأسف لم نتلق الدعم المطلوب، وتولينا عملية التحرير وفق إمكاناتنا الشخصية البسيطة والعلاقات منذ أربعة أشهر، لذا نطالب حكومتَي الإقليم وبغداد والمنظمات الدولية بتقديم دعم مباشر، فحجم المسؤولية والكارثة أكبر من أن يقوم به أشخاص، وهناك تقصير من هذه الجهات». من جهة أخرى، قال رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في كلمة خلال إعلان حملة مناهضة العنف ضد المرأة، إن حكومته «تعمل لتعريف دولي للجرائم التي ارتكبها الإرهابيون بحق النساء الأيزيديات كجريمة إبادة جماعية لتعويضهن مادياً ومعنوياً»، لافتاً إلى أن «المرأة هي الضحية الأولى في الصراعات والحروب الدائرة في المنطقة، وما تتعرض له النساء الأيزيديات والمسيحيات شكَّل صدمة وجرحاً عميقاً في النفوس». من جانبه، دعا عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان مسرور محيي الدين في بيان، إلى «العمل على تحرير النساء المختطفات لدى داعش، وطالب الجهات ذات العلاقة باعتبارها جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية».