تعطلت أمس امتحانات كليات عدة في جامعة الأزهر جراء حرائق انتشرت في محيط الجامعة والتهمت أدواراً بأكملها في كليات وبنايات منها بفعل عنف مارسه طلاب «الإخوان المسلمين» بهدف منع زملائهم من أداء امتحانات الفصل الدراسي الأول. وبدا من أحداث الأمس أن الجماعة ماضية في التصعيد، في موازاة «الحسم» الذي أبدته قوات الأمن في التصدي لتظاهرات أنصارها. وقُتل طالب في الاشتباكات بين الشرطة وطلاب «الإخوان» في الأزهر، في حين ألقت قوات الأمن القبض على أكثر من 100 من الطلاب. وكانت حدة المصادمات تصاعدت منذ أول من أمس في تظاهرات نظّمها أنصار جماعة «الإخوان» في أعقاب إعلانها «تنظيماً إرهابياً». واستمرت المواجهات بين الشرطة وطلاب الجماعة في المدينة الجامعية للأزهر في مدينة نصر شرق القاهرة حتى منتصف الليل، وسط اشتعال النيران في الأشجار الواقعة عند مداخلها. وانتقل العنف صباح أمس من المدينة الجامعية إلى الجامعة نفسها مع بدء امتحانات منتصف العام. ومنذ الصباح الباكر احتشد مئات الطلاب المنتمين للجماعة عند مداخل كلياتهم ومنعوا زملاءهم من دخول الحرم الجامعي بالقوة، بهدف تعطيل الامتحانات، وهو مشهد تكرر أيضاً في فرع الجامعة للبنات. ووقعت مناوشات بين طلاب «الإخوان» من جهة ومعارضيهم والأمن الإداري من جهة أخرى، بعدها عمد طلاب الجماعة إلى تحطيم قاعات الامتحانات في كليات من بينها التجارة والزراعة والهندسة (فرع البنات)، ثم تصاعد التخريب إلى حد إضرام النيران في مبنيي كليتي التجارة والزراعة وجزء من رئاسة الجامعة وكلية العلوم. وحطّم طلاب «الإخوان» قاعات في كلية طب الأسنان في الأزهر، ما أرجأ الامتحانات فيها. وأتت النيران على أدوار بأكملها في كلية التجارة، وسط حال من الفزع بين الطلاب والموظفين، في وقت اجتمع المجلس الأعلى للجامعة وإدارات الكليات للتعامل مع الموقف، في محاولة لضمان إجراء الامتحانات، لكن الظروف اللوجستية لم تسمح بذلك. واعتلى طلاب وطالبات بنايات كلياتهم وألقوا منها الحجارة وزجاجات المولوتوف على قوات الشرطة، قبل أن يهدم طلاب «الإخوان» جزءاً من السور الفاصل بين مدينتهم الجامعية في الأزهر وفرع البنات في الجامعة لينضموا إلى الطالبات في مسيرة داخلها ما أدى إلى تعطيل إجراء الامتحانات، وفي هذه الأثناء، اقتحمت قوات الشرطة فرعي الجامعة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب والطالبات. وسمع دوي إطلاق نيران في محيط الجامعة التي انتشرت فيها الحرائق وتصاعدت ألسنة اللهب من مبانيها.