واصلت أجهزة الأمن في مصر حملتها ضد أنصار «الإخوان المسلمين» تطبيقاً لقرار اعتبار الجماعة «تنظيماً إرهابياً»، فطاردت تظاهرات للجماعة وفرقتها بالقوة واعتقلت العشرات، ما أدى إلى اشتباكات متفرقة سقط فيها ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى أمس. وحذرت السلطات من أن قرار إعلان «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» سينسحب على تظاهرات الطلاب المؤيدين للجماعة في الجامعات، بعدما سمحت الحكومة للشرطة بدخول الجامعات لتأمين امتحانات الفصل الدراسي الأول التي تبدأ فعلياً اليوم. وكانت الميادين الرئيسة في القاهرةوالجيزة شهدت وجوداً أمنياً مكثفاً، تحسباً لتظاهرات دعا إليها «التحالف الوطني لدعم الشرعية» ضمن فعاليات «أسبوع الغضب الثوري»، إذ رُصد انتشار مكثف لآليات الجيش عند جميع المداخل المؤدية إلى ميدان التحرير، إضافة إلى نشر قوات من الأمن المركزي في محيط المتحف المصري وميدان سيمون بوليفار ومحيط ميدان رمسيس. وشهد ميدان رابعة العدوية وجوداً أمنياً وعسكرياً مكثفاً، كما شددت قوات الأمن إجراءاتها في المناطق الرئيسة في الجيزة مثل شارع مراد وكوبري الجامعة. وانتشر الأمن بكثافة في محيط قصر الاتحادية. كما انتشرت في المحافظات الرئيسة الأكمنة والتمركزات الأمنية. لكن تلك الإجراءات لم تمنع وقوع مواجهات بين أنصار «الإخوان» من جهة والشرطة ومعارضيهم من جهة أخرى في مناطق متفرقة من البلاد كان أعنفها في حي العمرانية في الهرم (جنوبالقاهرة)، حيث أقدم مؤيدو مرسي على إضرام النار في سيارات للشرطة تدخلت لتفريق إحدى تظاهراتهم. ووقعت مواجهات بين طلاب «الإخوان» والشرطة في محيط جامعة الأزهر غداة سقوط قتيل في صفوف الطلاب في مواجهات وقعت مساء أول من أمس تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها، فيما وقع قتيلان وعشرات الجرحى في مواجهات أخرى في محافظتي المنيا ودمياط، وجُرح رئيس مباحث مركز شرطة ديرمواس في المنيا (جنوبالقاهرة) المقدم أحمد عبدالغني عندما حاول مؤيدو «الإخوان» اقتحام قسم الشرطة ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن «قوات الشرطة ألقت القبض على 147 من أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي في 8 محافظات، بينهم 28 امرأة». وذكرت أن «المتهمين ضبطت في حوزتهم زجاجات حارقة ومنشورات تروج لفكر جماعة الإخوان الإرهابية، وقاموا بإثارة الشغب وقطع الطريق والتعدي على المواطنين وقوات الشرطة مستخدمين الأسلحة النارية والخرطوش ما أسفر عن إصابة عدد من رجال الشرطة أحدهم بطلق ناري وإصابة أحد المواطنين بطلق ناري في مدينة الفيوم». وكانت الداخلية أعلنت مقتل طالب مساء أول من أمس خلال اشتباكات اندلعت بين «طلاب» من المدينة الجامعية لجامعة الأزهر و «أهالي» المنطقة المقابلة للجامعة. وأوضح بيان أمني إن «بعض طلبة المدينة الجامعية لجامعة الأزهر المنتمين إلى تنظيم الإخوان تجمعوا خارج المدينة وقطعوا شارع مصطفى النحاس أمام حركة المرور ما أدى إلى إثارة حفيظة الأهالي وتسبب في نشوب اشتباكات بين الطرفين». وتابع أن «قوات الأمن بعد أن تمكنت من فض الاشتباكات ضبطت 7 من مثيري الشغب، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بعدما عاود الطلبة الخروج من المدينة الجامعية وهاجموا المحال التجارية في المنطقة، وتجددت الاشتباكات بينهم وبين الأهالي وتم خلالها تبادل إطلاق أعيرة خرطوش من الطرفين». وأضاف أنه «بعد انتهاء الاشتباكات قام عدد من الطلبة بنقل أحد المصابين بسيارة إسعاف من داخل المدينة الجامعية تبينت وفاته». لكن طلاب «الإخوان» اتهموا الشرطة بقتله. ونبه المجلس الأعلى للجامعات إلى إن قرار تجريم «الإخوان» سيطبق على تظاهرات طلاب الجماعة داخل الجامعات. وقال في بيان إنه «قرر اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التظاهر داخل الحرم الجامعي أثناء فترة الامتحانات، وتقرر السماح لقوات الشرطة بالوجود داخل الحرم الجامعي خلال فترة الامتحانات». وأوضح أنه «تقرر أيضاً السماح بوجود مجموعات أمنية للتحرك السريع عند الضرورة حتى تنتهي الامتحانات وإعلان النتيجة، وذلك بالتنسيق مع كل رئيس جامعة، بما فيها جامعة الأزهر».