دعا إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ الدكتور سعود الشريم المجتمع إلى دفع أسباب الفوضى والتفرق والتشرذم، وقال في خطبة أمس (الجمعة): «في معترك هذه الحياة وهمومها وغمومها نشاهد بأعيننا ونسمع بآذاننا المصائب إثر المصائب، والأحزان إثر الأحزان، لإخواننا في الدين أو جيران أو قرابة أو لنا نحن قبلهم أو بعدهم، عافانا الله وإياكم منها، فنقف أمامها محدقي الأبصار، نخبط في التعامل معها خبط عشواء يغلب علينا بسببها اليأس والقنوط والتشاؤم الذي لا يزيد الكرب إلا ضيقاً، ولا الضيق إلا حرجاً، كأنما يصعد أحدنا في السماء فلا يزيد الجرح إلا إيلاماً». وأضاف يقول: «إن أي مجتمع لم تطله نيران الحروب والتدمير من الداخل والخارج لهو في عافية وسلامة، فليرعها وليستجلب أسباب أمنه الفكري والغذائي والصحي والمالي والجنائي على حد سواء، وليبذل قوته وجهده لدفع أسباب الفوضى والتفرق والتشرذم قبل ألا ينفع حول لنا ولا قوة، فإن الوقاية خير من العلاج، والدفع أولى من الرفع، وإذا لم يغبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار»، مشيراً إلى أن «أحسن أدوية المحن والملمات وأنفعها في الحال والمال هو حسن الظن بالله». وقال إمام وخطيب المسجد الحرام «إن للمرء أن يعجب كل العجب حينما يرى مصارع أهل المصائب والابتلاءات أفراداً وجماعات، كيف سفلت نفوسهم وخارت هممهم، فلم يطلبوا رفعة ولم يستجلبوا فألاً، وإنما خيمت على أفئدتهم جيوش اليأس والقنوط والحطة فلم يجعلوا للأمل بريقاً ولا للفأل طريقاً، أما لو أدرك هؤلاء جميعاً إن الله بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، وإنما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، لما أمكن مع ذلك أن يتحكم فيهم اليأس أو تغتالهم غائلة القنوط التي تودي ببعضهم إلى حزن وقلق واكتئاب، ولربما كانت حبلاً ممدوداً لانتحار الهلكى منهم».