صدرت أمس إدانات عربية ودولية لاغتيال الوزير السابق محمد شطح. ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاعتداء ب «الجبان». وأفاد بيان قصر الاليزيه بأن «هولاند اتصل هاتفياً بالرئيس اللبناني ميشال سليمان وجدد له دعمه الكامل لصون الاستقرار والأمن في لبنان». ودعا «الأطراف كافة للعمل على صون وحدة البلاد». ورفضت سورية «الاتهامات الجزافية والعشوائية التي تأتي على خلفية أحقاد سياسية تعكس ارتباط أشخاص مثل السنيورة وغيره بأعداء الأمة». وقال وزير الإعلام عمران الزعبي في تصريح: «إن بعض الشخصيات في لبنان دأب على أسلوب توجيه الاتهامات عند وقوع أي حادث اغتيال أليم على أرض لبنان الشقيق. وهي محاولات بائسة ويائسة لدفع تهمة ثابتة وراسخة عن دور السنيورة في دعم وتمويل الإرهاب في لبنان والمنطقة ولا سيما تنظيمات دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وتوفير ملاذات آمنة لقياداتهم وغرف عمليات برعاية سعد الحريري وملوكه وأمرائه». وزاد: «إن إطلاق الاتهامات بهذه الطريقة الغبية والعاجزة والسابقة لأوانها يؤكد أن ثمة قوى في لبنان أصبحت سيدة الموقف على الأرض وتمارس الإرهاب في كل المنطقة». وابدى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عبر تغريدة على «تويتر» تعاطفه وتضامنه مع اللبنانيين وعائلات الشهداء، فيما حض وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأطراف السياسية في لبنان على «مواصلة مسار الحوار السياسي ومنع وقوع البلاد في دائرة العنف». وقال: «تسببت الحرب الأهلية في سورية بعدم الاستقرار في المنطقة الذي لا يمكن أن يسمح لها بتدمير التوازن الهش للقوة في لبنان. لذا الحاجة ماسة لمزيد من الخطوات لتشكيل حكومة فاعلة». وندد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان ب «التفجير الإرهابي». وقال إن «أعداء لبنان باتوا يستهدفون جميع الأطراف فيه»، مشيراً إلى أن «الجهات التي تقف وراء هذه العمليات الإرهابية تحاول إثارة فتنة جديدة في لبنان». وقال: «لا شك أن المسؤولين اللبنانيين والشعب اللبناني المقاوم والواعي سيحبطون مثل هذه المؤامرات». ورأى السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري في تصريح له من السعودية «أن استهداف الوزير شطح، عمل مدان بكل العبارات بما هو عمل إرهابي يرمي إلى استهداف الاعتدال واستقرار لبنان». وقال: «قلوبنا مع لبنان الذي فيه متسع لكل أبنائه»، داعياً الجميع إلى «الهدوء وتحكيم العقل». وعزى «سليمان وسعد الحريري وأهل الفقيد وأهالي الضحايا»، داعياً «الله إلى حماية لبنان وشعبه». وأعلنت السفارة المصرية لدى لبنان في بيان أن «السفير أشرف حمدي أتصل بسعد الحريري في الرياض مقدماً التعازي». وحرص السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي على التعبير عن حزنه «العميق لهذه الخسارة الكبيرة» باللغة العربية لدى مغادرته «بيت الوسط» حيث قدم التعازي، داعياً جميع اللبنانيين إلى «التوحد حول المؤسسات ورئيس الجمهورية والمبادئ التي ندافع عنها جميعاً، من التسامح والوحدة الوطنية والسيادة واستقلال القرار اللبناني، فهذا البلد تلقى أكثر ما يمكنه من تأثيرات أزمات المنطقة ولا سيما أزمة سورية». ودانت السفارة الأميركية لدى لبنان «الهجوم الإرهابي»، لافتة إلى أن «لشطح تاريخاً طويلاً في تعزيز استقرار لبنان والمبادئ الديموقراطية داخل الحكومة، وكسفير لدى الولاياتالمتحدة، وصندوق النقد الدولي». وأشارت إلى أنها تتطلع إلى أن «تتخذ السلطات اللبنانية الإجراءات اللازمة لإجراء تحقيق دقيق وجلب المتورطين في هجوم اليوم أمام العدالة»، مشددة على دعمها «الجيش وقوى الأمن الداخلي كمؤسسات حكومية شرعية تحمي وتخدم جميع اللبنانيين». وأكدت أن «الهجوم يعزز التزام الولاياتالمتحدة الدعوة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بما فيها 1559 و1701، واتفاق الطائف وإعلان بعبدا، كوسائل لدعم لبنان مستقر وآمن وحر». ودان السفير التركي انان اوزلديز الذي كان حضر أيضاً إلى «بيت الوسط»، عملية الاغتيال. وأعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن «ادانة موسكو بحزم العملية الإرهابية». وأكدت السفارة لدى لبنان «حرص روسيا على الاستقرار والأمن» في البلد. ولفتت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان أنجلينا ايخهورست إلى أن شطح «كان صديقاً لها ولأوروبا ولكل العالم»، مشيرة إلى «أن تحليله كان دقيقاً وكان لديه مشروع لرفع وضع لبنان على المستوى الدولي». واعتبرت أن «استهدافه هو رسالة ضد الاعتدال ونرفضها تماماً». وعبر المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي، في بيان عن «صدمته وحزنه الشديد»، واصفاً شطح «بالصديق المقرب والرجل الحكيم، الشجاع والوطني، الذي عمل باستمرار على ترويج الحوار». وأكد «أهمية سوق المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي والأعمال الأخرى المماثلة إلى العدالة»، مشدداً على «ضبط النفس». وأكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري أن «لبنان خسر رجلاً وطنياً كان عاقلاً في وجه انفلات الغرائز، وداعية تسالم بين اللبنانيين ضد العنف والتهديد به، ورافضاً التنازع الطائفي وتأجيج الكراهية بين اللبنانيين».