توقع محللون وخبراء أن يواصل مؤشر سوق الأسهم السعودية مساره الصاعد حتى نهاية العام الحالي، بعد أن زاد 24.7 في المئة منذ بداية العام، مشيرين إلى أن توقعات أرباح الربع الأخير ستعزز أداءه القوي في مطلع العام المقبل 2014. وكان المؤشر سجل في 24 كانون الأول (ديسمبر) الجاري أعلى مستوياته خلال العام والأعلى كذلك في أكثر من 63 شهراً عندما لامس 8578.3 نقطة، وبحسب توقعات محللين بارزين من المرجح أن ينهي المؤشر العام الحالي عند مستوى مرتفع جديد. وقال محلل أسواق الأسهم وليد العبدالهادي: «السوق صعودها جامح، وهناك رغبة في تسجيل مستوى مرتفع جديد بنهاية العام. أرى أن السوق سترتفع فوق 8500 مستهدفة 8800 نقطة». من جانبه، رأى مدير المحافظ الاستثمارية في إحدى الشركات هشام تفاحة أن السوق ربما تسجل مكاسب تصل إلى 26 في المئة خلال العام وتنهي تعاملات 2013 حول مستوى 8500 نقطة. واتفق المحللان على أن ترقب نتائج الربع الأخير من العام الحالي وترتيب المراكز بناء على ذلك هو ما يغلب على السوق في الوقت الراهن في ظل غياب المحفزات الأخرى. ورجح تفاحة أن يسجل قطاع البتروكيماويات نمواً ملحوظاً خلال الربع الأخير لا يقل عن 10 في المئة، وهو ما أيده العبدالهادي بدعم من توزيعات متوقعة ل«سابك» ودخول بعض المشاريع مرحلة الإنتاج الفعلي ما يدعم توقعات الأرباح. وقال العبدالهادي: «تتركز عملية ضبط الأوزان على القطاع المصرفي كونه مقوماً عند 12.9 في المئة بينما القيمة العادلة تبلغ 15.5 في المئة»، مضيفاً أن تلك الفجوة مغرية للمتعاملين لاستهداف القطاع المصرفي. وحول توقعات الربع الأخير أبدت شركة الاستثمار كابيتال في تقرير صدر مساء أول من أمس (الأربعاء) نظرة متفائلة لأرباح معظم الشركات المدرجة بقطاعي المصارف والبتروكيماويات اللذين يمثلان الجزء الأكبر من رسملة السوق السعودية أكبر سوق للأسهم في العالم العربي. ففي قطاع المصارف توقعت الشركة أن تسجل 8 من أصل 10 مصارف تحت تغطيتها نمواً بين 16.1 و84.9 في المئة على أساس سنوي في أرباح الربع الأخير، بينما توقعت انخفاض أرباح السعودي الفرنسي 4.9 في المئة ومصرف الراجحي 1.9 في المئة على أساس سنوي. وذكر رئيس الأبحاث لدى الشركة مازن السديري أن توقعات استمرار نمو الإقراض المصرفي وانخفاض المخصصات وارتفاع نسبة إقراض المؤسسات إلى الأفراد تعزز النظرة الإيجابية للقطاع. وفي ما يتعلق بقطاع البتروكيماويات قال السديري: «إن مسيرة نمو القطاع مستمرة بدعم من تحسن أسعار المنتجات»، مستثنياً أسعار الأسمدة التي شهدت نزولاً بسبب زيادة الإنتاج في الصين. وتوقعت «الاستثمار كابيتال» نمواً يتجاوز 8 في المئة في أرباح «سابك» بينما من المتوقع أن تسجل «سافكو» التي تنتج اليوريا والأمونيا انخفاضاً نسبته 37.8 في المئة على أساس سنوي. وفي ما يتعلق بقطاع الأسمنت قال محلل أول الأبحاث لدى الشركة طلال الهذال إن القطاع تأثر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بانتهاء مهلة تصحيح العمالة، وهو ما انعكس على نشاط قطاع التشييد والبناء ودفع قطاع الأسمنت لتسجيل انخفاض نسبته 17 في المئة في المبيعات خلال الشهر بعدما كان قد سجل نمواً يقارب 6.8 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. وأوضح أن ذلك هو ما دفع الشركة إلى إبداء توقعات سلبية بتسجيل انخفاض يراوح بين 12.5 و20.5 في المئة في أرباح خمس شركات تحت تغطيتها هي أسمنت اليمامة وأسمنت السعودية وأسمنت القصيم وأسمنت الجنوبية وأسمنت ينبع. ورجح الهذال استمرار الانخفاض حتى الربع الأول من العام المقبل قبل أن تتجه الأمور إلى التصحيح.