محاربة التنظيمات الإسلامية التابعة ل «القاعدة» أو المنبثقة منها تعزز العلاقات الأمنية بين الولاياتالمتحدةوالعراق ودول أخرى في الشرق الأوسط. وقد علمت «الحياة» من مصادر في محافظة الأنبار أن القوات العراقية أفادت من معلومات أميركية أرشدتها إلى معسكرات هذه التنظيمات في الصحراء. إلى ذلك، اعترف تنظيم «داعش» أمس بهجوم «فرسانه» على قناة «صلاح الدين» في تكريت «فقطفوا الرؤوس وأسالوا الدماء»، فيما نجا وزير الدفاع سعدون الدليمي من محاولة اغتيال على الطريق بين الرمادي والفلوجة. وقال مصدر مطلع على سير العمليات في الأنبار ل «الحياة» إن «قوات الأمن استعانت بمعلومات أميركية دقيقة عن معسكرات القاعدة في الصحراء، تضمنت خرائط تحدد أماكن هذه المعسكرات». وأضاف أن «المعلومات عن وجود مئات المسلحين يرجح أن يكونوا فروا، فور بدء الهجوم، عبر أنفاق طبيعية وأخرى اصطناعية تؤدي إلى الجانب السوري». وزاد أن «القاعدة» أعادت «تأهيل معسكرات سابقة أخلتها بين عامي 2006 و2007، عندما كان الجيش الأميركي يمسك الملف الأمني في الأنبار ويعرف كل التفاصيل». يذكر أن القوات الأميركية قبل انسحابها من العراق نهاية 2011، نشرت 37 ألف جندي في الأنبار وسلمت الملف الأمني في المحافظة إلى العراق في أول أيلول (سبتمبر) عام 2008. إلى ذلك، أكد المصدر أن «العمليات الجارية في المحافظة لملاحقة عناصر القاعدة اتسمت بالدقة في تحديد الأهداف، على رغم المساحة الشاسعة التي تشكل 33 في المئة من مساحة البلاد». وألقت طائرات مروحية عسكرية أمس منشورات في المدن والبلدات تحذر الأهالي والصيادين من دخول الصحراء. من جهة أخرى، أصدر تنظيم «داعش» بياناً يحمل تاريخ أول من أمس، يوم الهجوم، جاء فيه: «بتوجيه من وزارة الحرب في الدولة الإسلامية في العراق والشام (...) انطلق فارسان من فرسان دولة الإسلام مدججين بأسلحتهم صوب مقر فضائية صلاح الدين التي ما فتئت تدس السموم وتشوه الحقائق وتحارب أهل السنة». وأضاف أن «الفارسين انغمسا فيه بعد تصفية الحرس فقطفا الرؤوس وأسالا الدماء ثم اقتحما مكتب قناة الحكومة الصفوية (العراقية) فسيطرا على المقرين بعد قتل عشرات المرتدين وإصابة العشرات». وقتل خمسة صحافيين وأصيب خمسة آخرون في هذا الهجوم الذي شنه الاثنين أربعة انتحاريين على مقر قناة «صلاح الدين» في تكريت. أمنياً أيضاً، أعلن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق محمد العسكري في بيان أمس أن «موكب وزير الدفاع سعدون الدليمي تعرض فجراً لانفجار عبوة ناسفة على الطريق العام بين مدينتي الفلوجة والرمادي في الأنبار». وأضاف أن «الحادث أدى إلى إصابة 2 من أفراد حماية الدليمي وتضرر إحدى السيارات». وقال مصدر من قوات الحدود إن عناصرها أحبطت الليلة قبل الماضية محاولة تسلل عشرات المسلحين من سورية وتمكنت من قتل 8 منهم. وأضاف أن «قوات الجيش أغلقت اليوم (أمس) منفذي التنف وطريبيل على الشريط الحدودي مع سورية لمنع أي محاولة تسلل أو اقتحام».