تحتفل بيت لحم الثلثاء بعيد الميلاد على وقع أعمال عنف جديدة في غزة وما تشهده منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا من حروب، بينما يترأس البابا فرنسيس في روما مساء أول قداس لعيد الميلاد في حبريته. ويتوقع أن يتدفق عدد هائل من المؤمنين، كما في كل المناسبات الى ساحة القديس بطرس بعد تسعة اشهر ونصف الشهر من انتخاب خورخي ماريو بيرغوليو حبرا اعظم، من اجل هذا العيد المهم في التقويم المسيحي. وسينتهي قداس منتصف الليل في كنيسة المهد في بيت لحم عند الساعة 11 بتوقيت غرينيتش بعد ساعة ونصف الساعة من بدايته. وسيترأس قداس منتصف الليل بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تجري زيارة خاصة ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة، في كنيسة القديسة كاترين الكاثوليكية المتصلة بكنيسة المهد. وسيدعو المونسنيور طوال الى حل "عادل وشامل" للنزاع الاسرائيلي- الفلسطيني والى المصالحة في الشرق الاوسط، وذلك في عظته لمناسبة الميلاد التي حصلت "فرانس برس" على نسخة منها. ودعا طوال في عظته الله أن ينظر "إلى الارض المقدسة والى شعوبها في فلسطين واسرائيل والأردنِّ، وإلى كل شعوب الشرقِ الأوسط، أُمْنُنْ علينا وعليهم بالمصالحةِ، فيصالحَ كلَّ إنسانٍ أخاه في الإنسانية، فنكونَ بأجمعنا إخوة". كما تطرق الى "جميع مآسي البشرية قي القارات الخمس من الحروب الاهلية في افريقيا الى الهزة الارضية في الفيليبين مرورا بالاوضاع الصعبة في مصر والعراق والماسوية في سورية". وكان موكب بطريرك اللاتين دخل بيت لحم بعيد ظهر الثلثاء على جاري العادة كل عام. ووضعت شجرة ميلاد كبيرة في وسط الساحة زينت بالاضواء الحمراء وتحتها نموذج للمغارة التي ولد فيها المسيح، بينما علت تراتيل العيد. وقامت فرق كشفية بعرض امام الكنيسة الاقدم والاكثر قدسية في الديانة المسيحية على وقع الطبول والمزامير، الموروثة من الاستعمار البريطاني، ورفعت على اغلبية الالات الموسيقية اعلام وكوفيات فلسطينية. وانتشر مئات من افراد الشرطة الفلسطينية في ساحة بيت لحم وفي المدينة لتنظيم حركة المرور. لكن الاجواء هذه السنة تغلب عليها حالة إحباط بعد استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين في نهاية تموز (يوليو) الماضي. وتصاعدت اعمال العنف أخيرا في اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، والرحلات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري لم تؤد الى اي نتيجة ملموسة. وقتل مدني اسرائيلي الثلثاء برصاص قناص فلسطيني فيما كان يعمل على اصلاح السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة ورد الطيران الاسرائيلي بشن سلسلة غارات على القطاع الفلسطيني ما أدى الى مقتل طفلة في الثالثة واصابة ستة اشخاص بجروح. وفي الفاتيكان، يحيي البابا فرنسيس الثلثاء والاربعاء أول عيد ميلاد له في حاضرة الفاتيكان على وقع الحروب والعنف الذي تشهده مناطق الشرق الاوسط وافريقيا. ومن المتوقع ان تتدفق اعداد كبيرة من المؤمنين على ساحة القديس بطرس للمشاركة في الاحتفال بعد تسعة اشهر على انتخاب البابا في 13 اذار (مارس). ومساء الثلثاء، سيتم افتتاح مشهد الميلاد في وسط الساحة بالقرب من شجرة بافارية تم تثبيتها منذ اسبوعين. وفي نهاية الاحتفال الذي ترافقه تراتيل دينية، سيقوم البابا باضاءة "شمعة السلام" من احدى نوافذ المقر البابوي. وكان البابا (77 عاما) الذي لا يحب الاحتفالات المطولة قدم ساعة الاحتفال نصف ساعة قياساً إلى ما كان معمولاً به أيام البابا السابق بنديكتوس السادس عشر. واعتاد البابا الذي لا يتقيد بالبروتوكول ان يقوم أيضاً بخطوات مفاجئة كزيارته في تموز (يوليو )جزيرة لامبيدوزا الايطالية، للاعراب عن تضامنه مع لاجئي افريقيا الذين غرقوا في البحر المتوسط، او اعلانه يوم صلاة عالمي من اجل السلام في سورية ضد تدخل عسكري اجنبي في ايلول (سبتمبر). وزادت شعبيته بسبب رفضه مظاهر الترف واحتفالات التكريم الدنيوية، وتصرفاته الودودة والحنونة التي نقلتها صور جابت العالم وعباراته القوية حول الغفران للجميع واحتضان الاشخاص "الشاذين" كمثليي الجنس. وفي الفيليبين استعد الناجون من الاعصار العنيف هايان للاحتفال بالميلاد بتقوى وسط الخراب على رغم من القتلى والدمار. وفي مدينة تاكلوبان التي سوّاها الإعصار بالارض في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) بدأ السكان يشوون اللحوم ويزينون اشجار الميلاد ويتجمعون في الشوارع كما ملأوا الكنائس المدمرة جزئياً.