قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف امس، ان نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز ابلغه خلال لقائهما أخيراً، أن الدولة العبرية لا تنوي مهاجمة ايران. وأكد ميدفيديف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو زار روسيا سراً، مشيراً الى انه «لم يفهم تماماً» سبب التكتم على الرحلة. جاء ذلك في وقت نفى مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي سعي بلده الى تدمير اسرائيل، او امتلاك اسلحة نووية. وأشار لدى استقباله مسؤولين ايرانيين وسفراء دول اسلامية ومواطنين لمناسبة عيد الفطر، الى «المزاعم الكاذبة لوسائل الاعلام الغربية، بأن الجمهورية الاسلامية تريد القضاء عسكرياً على الكيان الصهيوني»، معتبراً ان «ايران قدمت مشروعاً معقولاً ومنطقياً وإنسانياً لتسوية القضية الفلسطينية». واكد خامنئي ان «الادارة الاميركية الحالية وعلى رغم الحديث والرسائل الودية في الظاهر، تتابع السياسة التي اعتمدتها الادارة السابقة لإثارة الرهاب من الاسلام (اسلاموفوبيا) وإيران». واعتبر ان «مزاعم اميركا حول خطر الصواريخ الايرانية»، يأتي في هذا الاطار، في حين ان الجمهورية الاسلامية لم تهاجم اي بلد خلال السنوات ال30 الماضية، والسياسة الايرانية في التعامل مع الدول الاسلامية وجيرانها كانت ودية وأخوية، كما ان التعامل مع الدول التي لم تتعرض لإيران كان صحيحاً ومعقولاً ومنطقياً». واعتبر «المزاعم حول جهود ايران لإنتاج السلاح النووي، احدى التهم الكاذبة الأخرى ضدها»، مكرراً ان الاسلام يحظر انتاج السلاح النووي واستخدامه، و»هذا الامر يعرفه المسؤولون الاميركيون». وشدد على ان «الجمهورية الاسلامية لن تتراجع امام محاولات المس بها والنيل منها»، داعياً «الادارة الاميركية الى العمل على اصلاح سياستها». في موسكو، قال ميدفيديف ان بيريز ابلغه حين التقاه في سوتشي اواخر آب (اغسطس) الماضي، ان اسرائيل لا تنوي في اي شكل توجيه ضربات الى ايران. ونقل ميدفيديف عن بيريز قوله: «هذا أمر بالغ الاهمية لنا جميعاً، ونحن بلد مسالم ولن نفعل ذلك». وفي حديث الى شبكة «سي ان ان» الاميركية سُجل الثلثاء الماضي وبثه الموقع الالكتروني للكرملين، تجنب ميدفيديف الرد على سؤال عما اذا كانت روسيا ستدعم ايران اذا هاجمتها اسرائيل. وقال انه على رغم عدم وجود اتفاق عسكري بين موسكووطهران، فهذا «لا يعني اننا سنكون غير مبالين ازاء حدث مماثل. انه أسوأ شيء يمكن تخيّله». وتساءل: «ماذا سيحدث بعد ذلك؟ كارثة إنسانية وعدد ضخم من اللاجئين ورغبة ايران في الانتقام، ليس فقط من اسرائيل كي أكون صريحاً، ولكن من دول أخرى أيضاً. لكن زملائي في اسرائيل أبلغوني انهم لا يعتزمون التصرف في هذا الشكل، وأنا أثق بهم». ولم يوضح ميدفيديف ما اذا كان نتانياهو طمأنه ايضاً في هذا الخصوص، لكنه اكد انه التقاه في زيارة سرية أجراها رئيس الوزراء الاسرائيلي لموسكو في السابع من الشهر الجاري. وقال: «نتانياهو زار موسكو. قام بهذه الزيارة في شكل غير معلن، كان ذلك قراره. لم افهم تماماً اسباب ذلك (السرية)، لكن شركاءنا يقررون أحياناً ان تكون (زياراتهم) على هذا النحو، وكان رد فعلنا طبيعياً وهادئاً». وكانت موسكو وقّعت مع طهران قبل سنتين، عقداً لتسليمها صواريخ «اس-300» القادرة على حماية المنشآت النووية الايرانية من أي هجوم اسرائيلي او اميركي، لكن الإعلان عن انجاز الصفقة لم يتم بعد. وأقر ميدفيديف بالمخاوف الاسرائيلية، لكنه شدد على ان «أي عملية تسليم لأي أسلحة، وخصوصاً تلك الدفاعية، لا يمكن ان تُفاقم التوتر، بل يجب ان تخفّفه». وقال: «لا تكمن مهمتنا في دعم ايران وإضعاف اسرائيل او العكس، بل في السعي الى ان يكون الوضع في الشرق الاوسط طبيعياً وهادئاً». وأضاف: «ما سلمناه وما سنسلمه كان دائماً وسيكون اسلحة دفاعية. انه موقفنا الحازم ونحن متمسكون به لاتخاذ قرارات حاسمة في ما يتصل بكل العقود مع إيران» التي حضها على «التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا واجب وليس خياراً». وجدد الرئيس الروسي معارضته فرض عقوبات اضافية على ايران، معتبراً ذلك ملاذاً أخيراً. وقال: «قبل الحديث عن فرض عقوبات إضافية، يجب ان نستخدم في شكل كامل الإمكانات المتوافرة. يجب ان نكون واثقين بالتأكيد من ان لا خيار آخر لدينا». وفي بروكسيل، ادان الاتحاد الاوروبي امس تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد «التي تشجع على معاداة السامية والكراهية» والتي قال فيها من جديد ان المحرقة مجرد «خرافة».