اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد الثلثاء مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للاسلحة الكيماوية في ريف دمشق ووسط سورية قبل أيام، وذلك وسط استعدادات لنقل هذه الأسلحة وتدميرها خارج البلاد. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) "بتاريخ 21 كانون الاول/ديسمبر 2013، قامت المجموعات الإرهابية المسلّحة (في إشارة الى مقاتلي المعارضة) بالهجوم على أحد هذه المواقع في المنطقة الوسطى بأعداد كبيرة... إلاّ أن الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم الغادر وإفشاله". وأضاف أن مجموعات أخرى بينها جبهة "النصرة" المرتبطة ب"القاعدة" شنت هجوماً "على أحد المواقع في ريف دمشق محاولة اقتحامه بعربة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، إلاّ أن عناصر حماية الموقع تصدّوا لهذا الهجوم وفجّروا السيارة المفخخة قبل دخولها"، ما أدى إلى "سقوط أربعة شهداء و28 جريحاً". وأوضح أن "المحاولات ما زالت مستمرة على هذا الموقع"، من دون أن يقدّم تحديداً دقيقاً للموقعين اللذين تعرضا للهجمات. واتهم المصدر الدول الداعمة للمعارضة السورية ب"تسريب" معلومات الى المقاتلين عن مواقع هذه الاسلحة التي من المقرر ان تنقل تمهيدا لتدميرها في البحر. وقال: "الأهم يبقى حول كيفية تمكن هذه المجموعات الإرهابية من معرفة الجهود الجارية لنقل هذه المواد الى خارج سورية بالتعاون مع الاممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية"، منتقداً "الدور الخطير واللامسؤول لبعض الدول التي تتواصل مع المسلحين وتنقل اليهم المعلومات المتعلقة بمحتويات هذه المواقع من المواد الخطيرة والتوجهات الجارية لنقلها". ودانت الخارجية بحسب المصدر "ما تقوم به الدول المعروفة بدعمها لهذه المجموعات الارهابية"، محملة إياها "مسؤولية المخاطر التي ينطوي عليها تسريب مثل هذه المعلومات وأي نتائج كارثية ستترتب على ذلك". ووافقت دمشق على اتفاق روسي أميركي في أيلول (سبتمبر) الماضي لتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية. وأتى الاتفاق الذي تلاه قرار من مجلس الأمن الدولي، إثر تلويح وانشطن بتوجيه ضربات عسكرية الى النظام السوري رداً على هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق في آب (أغسطس). ومن المقرر أن تنقل العناصر الكيماوية على متن قوافل مؤلفة من شاحنات روسية مدرعة الى ميناء اللاذقية (غرب)، قبل أن يتم تدميرها على متن بارجة أميركية في المياه الدولية. ويفترض أن تغادر أخطر العناصر الكيماوية الأراضي السورية في 31 كانون الاول (ديسمبر)، على أن يتم تدمير مجمل الترسانة قبل الثلاثين من حزيران (يونيو) 2014.