صعدت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في محيط يبرود آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، دون أن يحسم أحد الطرفين (المعارضة النظام) الحرب لصالحه. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «العملية المقبلة في القلمون سيكون مسرحها على الأرجح بلدة يبرود، وهي آخر معقل مهم لمقاتلي المعارضة، بعدما استكملت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وما يسمى بقوات الدفاع الوطني سيطرتها على مدينة النبك». وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة، لا يزالون موجودين في بعض القرى الصغيرة في القلمون، وبينها معلولا ومزارع رنكوس. لكن هذه القرى لا تشكل نقاط ثقل، بينما تعتبر يبرود معقلا مهما يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وإن كانت على مسافة أبعد نسبيا من الطريق الدولية بين حمص ودمشق، على حد قوله. وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة. من جهة ثانية، صرح مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أنه يأمل في أن تبدأ عمليات تدمير الترسانة الكيميائية السورية قبل نهاية يناير (كانون الثاني). وقال اوزومجو في تصريح صحافي في أوسلو على هامش احتفال تسليم جائزة نوبل للسلام التي منحت لمنظمته هذه السنة «نأمل في أن نتمكن من بدء عملية التدمير بحلول (يناير) كانون الثاني على السفينة الأمريكية» التي أعدت لهذا الغرض. وبموجب خارطة الطريق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يفترض أن تنقل أخطر العناصر في الترسانة الكيميائية السورية خارج البلاد قبل 31 ديسمبر (كانون الأول) ليتم إتلافها بعد ذلك بواسطة تقنية التحليل المائي على متن سفينة تابعة للبحرية الأمريكي التي تعد حاليا التجهيزات اللازمة. وبسبب شراسة المعارك في سورية التي تعقد نقل الأسلحة الكيميائية إلى ميناء اللاذقية قد يتأخر هذا الاستحقاق بعض الوقت، لكن بدون تغيير هدف إنجاز كامل عملية التدمير للترسانة الكيميائية السورية قبل نهاية يونيو (حزيران).