يبدو أن لجنة الحكام تسير بلا خطة، وليس لديها رؤية لمستقبل حكامها وكيفية تطوير مستوياتهم وعلاج أخطائهم البدائية التي تتكرر وكأنهم حديثو عهد بالتحكيم أو لا يفقهون في القانون! إذ لم نر أي أثر إيجابي للاجتماع الشهري بهم، فبعضهم يحضر غير مبال بما اقترف من أخطاء فتراه بوجه طليق يوزع الابتسامات، وآخر يحضر لمجرد الحضور خوفاً من أستاذه، لذا لم يعد التحكيم يراوح مكانه فحسب، بل تقهقر وتراجع إلى الخلف لدرجة أن الأصوات عاودت الارتفاع عالياً مطالبة بزيادة حصة كل ناد من الحكام الأجانب حفظاً لحقوق الأندية في تنافس شريف لا يقبل أخطاء ساذجة أعادت إلى الأذهان الهدف الذي ألغي على اعتبار ما سيكون (النية المبيتة)، لكن ذلك لم يحرك في اللجنة ساكناً بل زادها إصراراً على المضي في الطريق ذاته الذي يرى أن الحكم بشر والأخطاء جزء من اللعبة، وهو توجه يعني (لا نرى.. لا نسمع) وهي مكابرة يفضحها اعتراف اللجنة بأخطاء حكامها، وهو اعتراف لا يسمن ولا يغني من جوع، فإن كان عقاب الحكم إيقاف مباراة أو حتى 10 فإنه لا يعيد إلى المظلوم حقه، ثم هي تمعن في الاستفزاز عندما تكرر تكليف الحكام ذاتهم الذين لم يحظ حضورهم القانوني بالقبول لدى الأندية ذاتها التي تجرعت المر من أخطائهم سابقاً، ولا نعلم من الجهبذ صاحب هذا الرأي الذي زاد الفجوة بين الأندية والحكام، فأصبح سوء النية حاضراً والخطأ متعمداً وتكليف أحدهم لفريق ما غايته غير شريفة؟! وإن كانوا يقولون إن اللبيب من الإشارة يفهم فإن رئيس اللجنة لم يفهم على رغم كل ما يحدث أمامه من كوارث تحكيمية جيرت نقاطاً مهمة لمصلحة آخرين وأهدرت مالاً وضيعت جهوداً، فإذا به يعيد الكرة بتكليف المختلف عليهم من بعض الحكام إدارة بعض المباريات على رغم علمه التام بالتوتر الحاد بين الطرفين، أو تخصيص حكام ومراقبين لأندية بعينها، ما أثار زوابع من الشبهات كانت اللجنة وحكامها في غنى عنها، إلا إن كانت هناك توصيات تتلقاها اللجنة وتنفذها فذلك أمر آخر يقضي ما في نفس يعقوب من حاجة، ومن آثارها ما نراه في ترتيب أندية الدوري من تصدر أو تراجع، فقد كان لصافرة الحكام فيها الجهد الأوفر، ولكن وقعها على المتضررين كان مؤلماً محبطاً، لأنها كانت واضحة ولا يمكن أن تندرج تحت أي بند من بنود الأخطاء التحكيمية.. ومازالت حكاية التحكيم المملة تتواصل بتكليف حكام الجولة القادمة بتعمد مقصود ليست غايته إلا إشغال الجماهير وسكب مزيد من الزيت على النار المشتعلة. [email protected] Qmonira@