أعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا في اربيل في شمال العراق ان اكراد سورية سيشاركون في مؤتمر «جنيف-2» ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام. وقال الجربا في تصريح لوكالة «فرانس برس» على هامش زيارته مخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة اربيل: «الاكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين، وفد من ضمن الائتلاف، ووفد النظام»، مشدداً على ان «الأمر محسوم». وتواصلت في اربيل منذ الثلثاء اجتماعات كل من «المجلس الوطني الكردي السوري» المعارض، المدعوم من قبل اقليم كردستان العراق، و «مجلس الشعب لغرب كردستان» الذي يعتبر الجناح السوري ل «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله اوجلان، المعروف عنه بعلاقته مع نظام الرئيس بشار الاسد. وتهدف هذه الاجتماعات للوصول الى رؤيا موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الاكراد في مؤتمر «جنيف-2» في مونترو قرب العاصمة السويسرية في 22 الشهر المقبل. وقال نصر الدين ابراهيم سكرتير «الحزب الديموقراطي الكردي في سورية» والناطق باسم «المجلس الوطني الكردي» أمس: «عقدنا سلسلة من الاجتماعات مع الاخوة في مجلس الشعب لغرب كردستان بهدف توحيد الموقف الكردي (...) وقد اتفقنا على توحيد الرؤيا». وأفادت مصادر اخرى ان المجلسين توصلا الى تفاهمات عدة بينها «فتح معبر سيمالكا والمشاركة في مؤتمر جنيف2 وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين» على ان يجري بحث الموقف من الادارة المحلية في وقت لاحق التي يطالب «مجلس غرب كردستان» الطرف الآخر بالمشاركة فيها. ورغم تأكيد الجربا ان الاكراد سيشاركون في وفدين وان «الامر محسوم»، قال ابراهيم: «اتفقنا على تشكيل هيئة استشارية لمتابعة عقد المؤتمر والعمل من اجل حضور وفد كردي مستقل، وفي حال اذا تعذر ذلك (...) سنتحدث بالرؤيا المشتركة ونحرص ان يمثل الوفدان ارادة الشعب الكردي في سورية من اجل سورية ديموقراطية». وتابع: «نحن متفقون على استمرار الثورة السلمية الديموقراطية في مناطقنا وحمايتها من اي تدخل عسكري». ووقعت أخيراً خلافات بين «المجلس الوطني الكردي» و «مجلس الشعب لغرب كردستان» وصلت الى حد القطعية بعد اعلان «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، الذي يمثل التيار الرئيسي في «مجلس الشعب لغرب كردستان» تأسيس ادارة محلية بشكل منفرد في شمال سورية والشمال الشرقي. كما أدت هذه الخلافات الى اغلاق المعبر الحدودي سيمالكا بين اقليم كردستان العراق والمناطق ذات الغالبية الكردية في سورية، قبل ان يعلن عن اعادة فتحه الاربعاء اثر اجتماعات الطرفين في اربيل. وكان «الائتلاف» اعتبر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» تنظيماً «معادياً للثورة السورية» ذلك غداة اعلان تشكيل الإدارة المحلية. واعتبر ان هذا الحزب بات «تشكيلاً داعماً لنظام (الرئيس بشار) الاسد، وعاملاً من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادئ ثورته». وأفادت مصادر ان الجربا التقى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني و «طرق الجربا إلى الوضع العسكري على الأرض والدور السلبي الذي تلعبه الجماعات المتطرفة على مسار الثورة وأمن المناطق المحررة» وانه أشار الى «ارتباط» هذه التنظيمات بالنظام السوري، مشدداً على «أهمية إعادة هيكلة الجيش الحر وتأسيس وزارة للدفاع في الحكومة الموقتة» برئاسة احمد طعمة. وتابعت المصادر ان الجربا أكد في اللقاء ضرورة «تحضير البيئة المناسبة للحل السياسي في سورية بحسب جنيف1»، مشيرة الى ان بارزاني «اكد تعاطف بلاده مع الشعب السوري وأسفه للمعاناة التي يعيشها جراء عمليات القصف الممنهج من قبل النظام، مشدداً على اهتمام الإقليم بالقضية السورية وتأثره المباشر بما يطرأ عليها». وعن مؤتمر «جنيف-2»، قال رئيس اقليم كردستان ان الذهاب الى هذا المؤتمر استحقاق مهم يجب أن توفر الظروف الموضوعية لإنجاحه وأن عدم توافر تلك الظروف سيجعل من الصعب على المؤتمر أن يحقق نتائج ايجابية تلبي تطلعات الشعب السوري. وأعلن الجربا أنه طلب من بارزاني خلال لقائه به «فتح مكتب للدعم والتنسيق لرعاية أمور السوريين في الإقليم، ووافق ورحب بارزاني وخلال أسبوعين سوف نفتتح المكتب وستكون هناك لقاءات بشكل منتظم». وأضاف أنه جرى أيضاً «تشكيل لجنة من الإخوة أعضاء الائتلاف من الموجودين» في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، مضيفاً: «ستكون هناك زيارات دورية». ويستضيف إقليم كردستان أكثر من 200 ألف لاجئ سوري غالبيتهم العظمى من الأكراد، يتوزعون على مخيمين رئيسين في محافظتي دهوك.