أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في تصريح لوكالة فرانس برس في اربيل شمال العراق الجمعة أن أكراد سوريا سيشاركون في مؤتمر جنيف-2 ضمن وفدين، الاول مع المعارضة، والثاني مع النظام. وقال الجربا لمراسل وكالة فرانس برس على هامش زيارته مخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة اربيل "الاكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين، وفد من ضمن الائتلاف، ووفد النظام"، مشددا على أن "الأمر منتهي". وتتواصل في اربيل منذ الثلاثاء اجتماعات كل من المجلس الوطني الكردي السوري المعارض، المدعوم من قبل اقليم كردستان العراق، ومجلس الشعب لغربي كردستان والذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني والمعروف عنه بعلاقته مع النظام السوري. وتهدف هذه الاجتماعات للوصول إلى رؤيا موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الأكراد في مؤتمر جنيف-2 في 22 كانون الثاني/يناير المقبل. وقال نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا والمتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا لفرانس برس "عقدنا سلسلة من الاجتماعات مع الإخوة في مجلس الشعب لغربي كردستان بهدف توحيد الموقف الكردي (…) وقد اتفقنا على توحيد الرؤيا". ورغم تاكيد الجربا أن الأكراد سيشاركون في وفدين وأن "الأمر منتهي"، قال إبراهيم "اتفقنا على تشكيل هيئة استشارية لمتابعة عقد المؤتمر والعمل من أجل حضور وفد كردي مستقل، وفي حال إذا تعذر ذلك (…) سنتحدث بالرؤيا المشتركة ونحرص أن يمثل الوفدان إرادة الشعب الكردي في سوريا من أجل سوريا ديموقراطية". وتابع "نحن متفقون على استمرار الثورة السلمية الديموقراطية في مناطقنا وحمايتها من اي تدخل عسكري". ووقعت مؤخرا خلافات بين المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس الشعب لغربي كردستان، وصلت إلى حد القطعية بعد إعلان حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يمثل التيار الرئيسي في مجلس الشعب لغربي كردستان، تاسيس إدارة محلية بشكل منفرد في شمال سوريا. كما أدت هذه الخلافات إلى إغلاق المعبر الحدودي سيمالكا بين اقليم كردستان العراق والمناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا، قبل أن يعلن عن إعادة فتحه الاربعاء إثر اجتماعات الطرفين في اربيل. ويدعم إقليم كردستان العراق الأحزاب الكردية السورية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي السوري، في حين يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني. وكان الائتلاف السوري المعارض اعتبر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي "تنظيما معاديا للثورة السورية"، وذلك غداة إعلان تشكيل الإدارة المحلية. واعتبر الائتلاف أن هذا الحزب بات "تشكيلا داعما لنظام (الرئيس بشار) الاسد، وعاملا من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادئ ثورته". من جهته أخرى، اعلن الجربا انه طلب من رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني خلال لقائه به "فتح مكتب للدعم والتنسيق لرعاية أمور السوريين في الاقليم، ووافق ورحب بارزاني وخلال إسبوعين سوف نفتتح المكتب وستكون هناك لقاءات بشكل منتظم". وأضاف أنه جرى أيضا "تشكيل لجنة من الإخوة أعضاء الائتلاف من الموجودين" في اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، مضيفا "ستكون هناك زيارات دورية". وكان بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان العراق أعلن أمس الخميس أن بارزاني استقبل أحمد الجربا حيث جرى خلال اللقاء "بحث المخاطر التي يشكلها التطرف والارهاب، وقد جرى الاتفاق على أنهما يشكلان خطرا على مستقبل سوريا والمنطقة". ويستضيف اقليم كردستان أكثر من 200 الف لاجئ سوري غاليتهم العظمى من الأكراد، يتوزعون على مخيمين رئيسين في محافظتي دهوك واربيل.