رغم إنسانية الصيادلة ورغبتهم في مساعدة الآخرين، إلا أن الخوف على سلامتهم من الضرر أكبر من المشورة، ما يدفعهم، كما أوضحوا ل «الحياة»، إلى التقيد بالتحذيرات التي أصدرتها وزارة الصحة، والعمل في النطاق المخول لهم. وأكد الصيدلي رؤوف محمد استحالة صرف دواء للمريض من دون وصفة طبية، باستثناء الأدوية المعتادة والمتداولة بين الجميع، والمتمثلة في أدوية خافض الحرارة ومسكن الصداع، قائلاً: «من الصعب أن نتحمل مسؤولية صرف دواء بلا وصفة طبية خصوصاً لمرضى السكر، أو الضغط، أو الكبد، وغيرها من الأمراض، ويتم وصفها فقط في الأمراض الشائعة كالسخونة، السعال، والصداع»، مشيراً إلى تحذيرات وزارة الصحة من صرف الدواء من دون وصفة طبية. واتفق معه في الرأي الصيدلي محمد ياسين، والذي أشار إلى اللوحة الكبيرة التي كتب عليها التحذير من صرف دواء بلا وصفة طبية، والتي توضع أمام مرأى كل من يدخل إلى الصيدلية ويسأل عن علاج له، إذ يحظر عليهم وصف دواء في غير النطاق المسموح به. ويرى الصيدلي عبدالواحد أحمد أنه على رغم حرص الصيادلة على مساعدة المريض وليس الضرر به، مضيفاً: «الصيدلي ما هو إلا إنسان يريد مساعدة الآخرين، فأنصح المريض الذي يسأل عن الدواء ولكن يستحيل أن أضره وإن كان البعض يصر على أن أختار له دواء يريحه، إلا أنني أنصحه بالذهاب إلى الطبيب أولاً، والبعض يتقبل مني ذلك، والبعض الآخر يخرج من الصيدلية غاضباً متهماً إياي بعدم المعرفة ورفض تقديم المساعدة».